(إيجاز صحفي)
استعرض الأستاذ الدكتور عبد الله السيد مدير بيت الشعر - نواكشوط مساء أمس (الثلاثاء) أمام وفد ثقافي من المملكة العربية السعودية ومن جمهورية مالي، تجربة تأسيس بيوت الشعر في مدن العالم العربي، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
وكان ولد السيد، محاطا بنخبة من الأدباء الموريتانيين البارزين. وقد استقبل في مقر البيت وفدا ثقافيا من المملكة العربية السعودية ومن دولة مالي ضم على الخصوص كل من: الدكتور عبد الله الوشمي الأمين العام لمركز الملك عبد اللـه الدولي لخدمة اللغة العربية، والدكتور عبد القادر ميغا مدير معهد أحمد بابا التمبكتي، حيث يشارك الوفد المذكور في "الندوة المجمعية" الأولى لمجلس اللسان العربي بموريتانيا.
وقال ولد السيد إن مبادرة فتح بيوت للشعر في الوطن العربي حققت أهدافا كبيرة رغم حداثة هذه التجربة، حيث تم افتتاح بيوت للشعر في ست مدن عربية حتى الآن، كما انتظم عمل هذه البيوت من خلال أماس شعرية ولقاءات أدبية وندوات نقدية وثقافية وملتقيات للشعر العربي.
وأضاف أن مبادرة فتح بيوت الشعر في الوطن العربي جاءت لتخدم حزمة كبيرة من الأهداف في وقت واحد، إذ هي تشجيع للمبدعين، وخاصة الشعراء، ومنحهم الرعاية التي يستحقونها وتشجيع إبداعهم نشرا وإنشادا، وإتاحة الفرصة أمامهم للتواصل المباشر بينهم من جهة وبينهم وبين الجمهور من جهة أخرى، والعمل على حماية اللغة العربية، وكذلك العمل على تهيئة البيئة لانتشار ثقافة الإبداع والتنوير بدل الثقافة الظلامية، التي أدت لانتشار الإرهاب وتكبيده خسائر جسيمة لمجتمعات عديدة.
ونوه ولد السيد بتجربة بيت الشعر - نواكشوط معددا برنامج البيت وتواصله وتنسيقه الدائم مع كافة الشعراء بشكل مباشر وأيضا عبر المؤسسات الإبداعية في البلاد من جمعيات ونواد.
وشدد ولد السيد على أن الشعر العربي كان منذ فجر التاريخ من أهم حواضن لغة القرآن، وقدم تعريفا لأساليب تدريس الموريتانيين للغة العربية عبر "الكتاتيب" وكذلك عبر المدارس النظامية.
وأشاد ولد السيد بمجالس اللغة العربية، منوها بأهمية "مجلس اللسان العربي في موريتانيا"، وبدور رئيسه العالم الخليل النحوي، ومؤكدا ضرورة تنسيق جميع الجهود بين المؤسسات المختصة والمؤسسات الإبداعية لتكامل جهود الدفع باللغة العربية، هذه اللغة التي هي لغة حضارة كبيرة دينيا وبشريا وعرقيا وثقافيا.
بعد ذلك ألقى الدكتور عبد الله الوشمي الأمين العام لمركز الملك عبد اللـه الدولي لخدمة اللغة العربية كلمة باسم الوفدين، أكد من خلالها ارتياحه الكبير لوجوده في الشعر بنواكشوط أمام هذه الكوكبة من الشخصيات والشعراء، وعرض لرؤيتهم في مركز الملك عبد اللـه الدولي لخدمة اللغة العربية، وإنجازات ومشاريع المركز.
وبين الدكتور الوشمي أن المركز ينتهج أسلوبا حديثا لخدمة اللغة العربية، اعتمد فيه مقاربات متعددة من بينها إستراتيجية الأمم الأخرى في حماية لغاتها.
واعتبر أن أكبر عائق يعترض خدمة العربية الآن هو غياب التكامل والتواصل والتنسيق بين هيئات ومشاريع خدمة العربية في الدول العربية وخارجها.
الدكتور عبد الله الوشمي تحدث بعاطفية عن الشعر العربي، وقال إنه لا يعرف، وهو هنا في بيت الشعر - نواكشوط، هل يتحدث عن اللغة العربية أم عن الشعر العربي، مبينا أصالة هذا الشعر وقيمه وإنسانيته وكونه ذاكرة العربي الأمينة، وحاضنة ثقافته، مدللا بالأرض العربية التي خلدها الشعراء، ويصعب على المرء أن يسير فيها دون الإحساس بحجم عطاء وإبداعية هؤلاء الشعراء.
وتوجه الدكتور عبد الله الوشمي بالشكر الجزيل لبيت الشعر في نواكشوط وتهنئة إدارة البيت على الإنجازات التي حققتها، مشيدا بالجو العربي الأصيل لهذه الجلسة وهذه الزيارة.
بدوره، قدم الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله عضو المكتب التنفيذي لمجلس اللسان العربي بموريتانيا، ورقة تعريفية بالمجلس والجهود التي باشر تنفيذها لخدمة العربية.
هذا، وبعد الاستماع إلى قصائد أنشدها الشعراء الحاضرون ومداخلات حول أهمية خدمة العربية وسبل حمايته ونشرها، وجلسة شاي، قام الوفد الزائر بجولة في مقر بيت الشعر، حيث استمع إلى شروح حول مرافق البيت وتفقد قاعة النشاطات، وقاعة التدريبات ومكتبة البيت واطلع على أبرز العناوين التي تتوفر عليها.
وفي ختام الزيارة قام : الدكتور عبد الله الوشمي الأمين العام لمركز الملك عبد الله الدولي لخدمة اللغة العربية بتقديم تذكار شرفي باسم مركزه إلى الدكتور عبد الله السيد مدير بيت الشعر - نواكشوط