رواية "دحان" صورة لراهن المجتمع والثقافة في موريتانيا
سبت, 10/07/2017 - 17:14
الشيخ لحبيب
تواصل رواية "دحّان" للكاتب الموريتاني محمد ولد محمد سالم الصادرة عن دار روايات التابعة لمجموعة كلمات الإماراتية، تأكيد حضورها الإبداعي، بين أوساط القراء، وقدرتها المتميزة على أن تحمل للقراء في الوطن العربي صورة عميقة عن مفردات الحياة الاجتماعية والثقافية الراهنة في موريتانيا، وتساهم في التعريف بها، ذلك ما أظهرته الندوة التي انعقدت في جزيرة النور بالشارقة (الإمارات) صباح أمس السبت لنقاش هذه الرواية، وهي من تنظيم مبادرة "استراحة سيدات" التي هي جزء من مبادرات مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة.
استضافت الجلسة الكاتب الصحفي الأردني محمد أبوعرب، الذي علق على الرواية، وأضاء نقديا جوانب عديدة من تفاصيلها السردية، وقال إنه بحكم صداقته للكاتب ولد محمد سالم، كان معايشا له أثناء كتابته للرواية، ونبه إلى عتبة النص المتمثلة في العنوان "دحان" حيث بين أنه اختصار لاسم عبد الرحمن، وأن له دلالته فيما يتعلق بنبية ثقافة الأسماء في موريتانيا، ونوه إلى أن الرواية مليئة بمفردات الثقافة الموريتانية و الفلكور والعادات الشعبية لذلك البلد الصحراوي.
وقال أبو عرب في معرض نقاشه للرواية إن الثقافة الموريتانية غنية جدا لكنها ما زالت مجهولة لدى الكثيرين من العرب خصوصا على مستوى أساسها اللغوي، و تفاصيلها البنيوية.
وأضاف أبو عرب أن الروائي استخدم تقنية استرجاع الزمن داخل الرواية، ليخرج من رتابة السرد العادي، وينتقل بالقارئ إلى فضاءات أرحب تظهر ارتباط موريتانيا، بالواقع العربي والإسلامي والأحداث التي جرت فيه في فترات معينة، وأشاد أبوعرب بإبراز الروائي ولد محمد سالم لقيمة الحب كمحطم للفوارق الثقافية بين البشر في روايته، من خلال قصة الحب التي جمعت بين "دحان" والأمريكية هيلين.
السيدات الحاضرات للجلسة علقن بدورهن على الرواية من خلال قراءاتهن لها، فأبدى بعضهن سعادته بالرواية، وكونها فتحت له فرصة للتعرف على المجتمع الموريتاني في بعض تجلياته وعاداته، وطالبت إحداهن بتضمين الطبعات القادمة من الرواية حواش تفسر بعض الكلمات التي وردت في الرواية باللهجة الحسانية الموريتانية، وقالت إحدى الحاضرات ملخصة انطباعها عند استلامها للرواية إنها صنعت عندها حالة مسبقة من الشغف بقراءتها لأن كاتبها موريتاني، وهي تسمع أن موريتانيا بلد المليون شاعر، ولذلك توقعت أن تكون لغة الرواية شاعرية محفزة للقارئ.
جدير بالذكر أن "استراحة سيدات" تنظم جلسات دورية في عدة إمارات من الدولة، وتناقش في كل مرة كتبا جديدة، وتنفتح على كل الحضور وتتيح لهم الفرصة للنقاش الحر، سعيا منها إلى إعلاء قيمة القراءة والمعرفة.