أدي آدب
وطني- القصيدة
تحت هذا العنوان فتحت زميلتنا الشاعرة الأردنية المبدعة، د/ هناء البواب-٢٠١٧- سجالا شعريا حول الوطن/ الحلم.. الجميل، الذي يبنيه الشعراء في مخيلاتهم بمواد الحروف والنقاط والحركات، بين الفاصلة والواصلة، فرارا من خرائط الوجع، في الأوطان العربية الماثلة، وكان سقف أملها أن يسفر هذا السباق الحر- في مضمار العبقريات-عن ألف بيت تشكل ديوانا مشتركا لعدد كبير من شعراء العرب، فرقتهم الحدود الوهمية، ووحدهم وطنهم الشعري، وكان من شروط المبادرة أن تكون جميع المشاركات، خمسة أبيات، على هذا الوزن والقافية، مع إمكانية أن يشارك الشاعر أكثر من مرة، وهكذا كانت هذه الخماسيات هي ما استطعت أن أسهم به:
أهَاجِرُ عنْكَ.. يَهْجُرُني السُّــــرُورُ
فَحُبُّكَ فِي دَمِــــــــــي بَحْرٌ يَمُــورُ!
وَمْهْــمَا صغَّرَتْكَ يَدُ المَــــــــآسِي
فإنَّكَ- فِي الهَــوَى- الوَطَنُ الكَبِيرُ!
أنَا.. وَطَنِي القَصِيدَةُ، حَيْثُ ابْنِي
بُيُوتٌا.. لَا تُضَاهِيهَا القُــــــصُورُ!
هُـنَا وَطَنُ الْمَعَانِي .. وَالأمَـــانِي
جِنَانُ الخُلْدِ.. والأوْطـــانُ بُــــورُ!
وَمِنْ "حَاءٍ".. نُسَافِرُ.. نَحْوَ "بَاءِ"
وَرَاءُ الحَرْبِ.. بَيْنَهُمَا.. كَسِــــيرُ!
*******
أيَا وَطَنِي.. تَجُـــــورُ.. وَلا أجُـورُ!
فَقَدْ زَرَعَتْ دَمِي.. مِنْكَ.. النُّــذُورُ!
تَرَقْرَقَ حُبُّكَ.. الْأَسْمَى.. بِرُوحِـي!
فَشِعْرِي.. فِيكَ.. يَصْدُقُهُ الشُّعُـورُ!
وَفِي قَلْبِي.. حَمَلْتُكَ.. مِلْءَ تِيــهِي!
تُقِـــــيمُ.. مَعِي.. تَسِــيرُ إذَا أسِـيرُ!
وَمَنْ يَقْرَأْ سُطُورِي.. سَوْفَ يَدْرِي
بِأنَّ خَــرِيطَةَ الوَطَنِ السُّطُـــــــورُ!
أثُورُ.. عَلَى الَّذِينَ.. لَكَ.. اسْتَبَاحُوا
ولَسْتُ.. عَلَيْكَ.. يَا وَطَنِي أثُـــورُ!
******
بِــلادُ "الشِّعْرِ والشُّعَــرَاءِ".. دُورُ
بِهَا شُغِفَ الشَّنـــاقِطَةُ.. البُحُـــورُ!
بَنَوْا.. مِلْءَ البَــوَادِي.. جَامِعَاتٍ
تَسِـــيرُ.. مَعَ الجِمَالِ.. إذَا تَسِيرُ!
فجَهْلُ البَدْوِ.. عِلْمٌ.. مُسْتَفِــيضٌ
وَظَـــلْمَاءُ الجَهَالَةِ.. ثَــمَّ.. نُـورُ!
وبَحْرُ الرَّمْلِ.. تَمْخُرُه القَوافي
وَرَبَّاتُ الخُدُورِ.. هُنَاكَ.. حُورُ!
فيَا وَطَنَ البَدَاوَةِ.. عُدْ.. كَريمًا
فَذِي المُدُنُ البَدِيلَةُ منْكَ.. عُورُ!