خبر ولوحة.. من معارك المقاومة

أربعاء, 05/09/2018 - 03:00

سيدي أحمد ولد الأمير

باحث

 

استوقفني خبر نشرته مجلة "لو بتي باريزيان" المصورة في 15 مارس 1909 حول معركة جرت بآدرار بين الأمير سيدي أحمد ولد أحمد ولد عيدة وبين كتيبة فرنسية، والذي استوقفني أساسا هو أن الخبر، وفي غياب صورة عن المعركة التي جرت عند موضع اللبة، رأت المجلة –فيما يبدو- أنه من المناسب نشره مع لوحة زيتية تعبر عن الالتحام بين الجيشين وعن سقوط قتلي وعن استعمال الإبل والخيل والسلاح الناري في تلك المعركة، وغير ذلك من العناصر الواضحة في الصورة الزاهية بألوانها.

وقد اختارت المجلة للخبر وللوحة نفس العنوان وهو: " حملة گورو تباغت العدو". وهذه ليست المرة الأولى التي يأخذ فيها المجاهد الشهيد والبطل المقدام والأمير الأديب سيدي أحمد ولد أحمد ولد عيده مكانة هامة في الصحافة الفرنسية في بداية القرن العشرين، فيكاد ذكره يكون مطردا في جميع الصحف والنشريات الفرنسية في ذلك التاريخ حسب ما اطلعت عليه في أرشيف الصحافة الفرنسية.

عبرت المجلة في صياغة هذا الخبر عن الأمير سيدي أحمد بالسلطان، كما خصصت لوحة زيتية للمعركة، ومن العادة ألا تخصص مجلة "لو بتي باريزيان" لوحة إلا لأمر يشعل بال الرأي العام الفرنسي في ذلك التاريخ.

وهذا نص الخبر:

 

 

حملة گورو تباغت العدو

بعث الوالي العام لإفريقيا للتو نص برقية إلى وزارة المستعمرات كان قد وصله من العقيد گورو الموجود عند تيزگي.

وحسب هذا الاتصال فإن الرائد دوبرتيس، ومعه مجموعة جمالة الملازم باكيت بالإضافة إلى بعض المحاربين غير النظاميين "بارتيزان" من البيضان، كان قد باغت مؤخرا مخيما من البيضان حول السلطان ولد عيدَّه قريبا من اللبة. وقد لاذ العدو بالفرار، ثم أعاد الكرة مرتين بعد منتصف النهار وفي المساء كذلك، لكنه تم إبعاده نهائيا تاركا وراءه خمسة قتلى من بينهم أحد الزعماء، فضلا عن 290 رأسا من الإبل وألف وأربعمائة رأس من الغنم، وتم توصيلهم إلى تيزگي.

ومن جانبنا فقد مات أحد المحاربين غير النظاميين "بارتيزان" كما فُقِد أحد الجمالة. ومن جانبه فإن الرائد دوبرتيس قد حول هذا الانسحاب على هزيمة شتتت بشكل تام حشود السلطان ولد عيده، مما تسبب له في خسائر كبيرة."

انتهى النص.