يقع مطار London Heathrow - الذي يعتبر أكبر المطارات البريطانية، وثالث أكثر مطارات العالم ازدحاما من ناحية حركة المسافرين - غرب العاصمة البريطانية لندن وقد استمد اسمه من قرية Heath Row التي بني على أنقاضها, ومع حركة الطيران فيه بدأت عقب الحرب العالمية الأولي إلا أنه تحول إلى مطار مدني بمعني الكلمة في الأول من يناير 1946 وأقلعت منه أول رحلة طيران مدني في 25 مارس 1946 متوجهةً إلى بوينس آيرس
بعد سفر آخر عبر ردهات المطار الضخم وصلت إلى أحد شبابيك ختم الجوازات حيث تجلس شرطية إنجليزية في منتصف الأربعينات, بدا من خلال سحنتها السمراء أنها من أصل هندي, استلمت الجواز من يدي وقد ارتسمت على محياها ابتسامة لا علاقة لها بالإغراء وقالت وهي تتفحص الجواز والتأشيرة: موريتانيا, كانت نبرتها تحمل مزيجا من الاستغراب والاستفهام, قلت نعم , موريتانيا محددا مكاننا الجغرافي على الخريطة ,
قالت لا أذكر متى مر خلال شباكي أحد مواطني دولتكم فقلت وأنا أحاول كبح موجة من الحمية الوطنية كانت تجتاحني لحظتها, نحن بلد لا يزيد عدد سكانه عن ثلاثة ملايين نسمة وبحكم ارتباطنا بالثقافة لفرانكفونية فإننا غالبا ما نتوقف فور وصولنا إلى الشاطئ الجنوبي لبحر المانش, كررت نفس الابتسامة وسلمتني الجواز
على عتبة إحدى بوابات الخروج اعترض طريقي رجل خمسيني وسلم على قائلا: أنت مغربي قلت بل موريتاني فقال ضاحكا كلنا عرب , أنا من الجزائر ودون أن يستأذن أخذ الحقيبة من يدي وقال: أين وجهتك؟ قلت لدي حجز في فندق Danubius hotel regents park قال تفضل قلت كم أجرتك قال مبلغ بسيط 55 باوندا فقط قلت ونحن نسير نحو السيارة وهل هذا مبلغ بسيط قال نعم وبدأ يتحدث عن صعوبة العيش والظروف الاقتصادية للعرب المهاجرين قلت له على سبيل الممازحة : ولكنك لن تحل كل تلك المشاكل من خلال ما سأدفعه لك وعلى كل حال سأدفع لك 50 باوندا, قال وهو يضع حقيبة سفري في السيارة , لا مشكلة , تفضل
يقع الفندق في منطقة Regents park وهي واحدة من الحدائق الملكية العريقة حيث يتكئ جزء منها على مدينة Westminster شمال غربي لندن، في حين يتكئ الجزء الآخر على ما يعرف ب London Borough of Camden وهي تضم العديد من معالم لندن المشهورة.
كان الطريق من المطار سالكا لكن الشوارع كانت تضيق وتتحول إلى أزقة كلما اقتربنا من قلب المنطقة, وبعد قرابة .الساعة توقفت سيارة المرسدس أمام الفندق حوالي الثالثة والنصف عصرا...........يتبع
