بِسْم الله الرحمن الرحيم
ليس رثاءً و لا بكاءً
إنه حديث نفس بصوت مرتفع
يُحشرجه الحزن و يخفضه
التسليم بقضاء الله
ففقد الوالدة لا يعرفه
من لم يذقه و لا يمكن تصويره
——-
نبذتُ الشعرَ، نبرتُهُ الفُجورُ
فلا قولٌ يروق و لا شُعورُ
نبذتُ الشعرَ مُلتحَفًا لحزني
فهذا الشعر تنقُصهُ العُطورُ
وأفواهُ السعادة و المَعَالي
ودنيا الوِدِّ بالأيامِ جورُ
فلم تحفظ لباسطةٍ نداها
و لم تَبق المآثرُ و القصور
يخالُ الشعرُ عبقرَهُ خلودا
وما يدري ، كواكبها تغورُ
يُراودني المَساءَ لكفِّ حزني
و قد دُسَّت بمقلته البُذورُ
ألم تعلم قوافي الشعرِ أنِّي
إلى الأشعار مُنتفِضٌ جَسورُ
وأني إن دلفتُ إلى الأماسي
مدى الأيام أترُكُها تَثورُ
فكم فُصحَى بسطتُ بها رداءً
لأجعلَ حولها حِلقًا تَدورُ
وكم رتّبتُ في الأشعار فصلا
به تُمحَى المدامعُ و الشُّرورُ
وكم عينا مسحتُ لها دموعًا
فعاد البِشرُ يقدُمُهُ الغرورُ
ولكني طُعنتُ بألف سيفٍ
على الأحناءِ فانتفضت نُسورُ
تطايرَ شرُّها شرقا وغربا
ولولا الدينُ يُؤنِسُها تَمورُ
لقد فُقِدَ الفؤادُ فمَن يُلاقي
فؤادًا لا يعودُ ولا يَحورُ؟
فقدتُ الأمَّ رُكنَ الأرض تاجِي
فنارُ الفقدِ في كبدي تَفورُ
تكادُ بِنَا تَمَيَّزُ إِنْ أقامتْ
بصدرٍ سوفَ يأكلُهُ الحَرورُ
وأمِّي ما عرفتُ لها مِثالا
وقد طوّحتُ ترقُبُني الدّهورُ
لقد عاشت تُقيم لنا منارا
كضوء الشمس تُسعفهُ البُدور
فإن قامت تُعيد بقول فصلٍ
أُصولَ الدين، ألجمنا الحضورُ
فكم خافت مَقامَ اليوم هذا
وأرهبها التزاحمُ و النُّشورُ
وكم ذاقت سهامَ الليل بردا
تطوف بجارةٍ تُعطي، تزورُ
وتوثر بالنفيس على بنيها
فكم غابت بقبضتها الدُّثورُ
وكم عضت لسان َ النُّطق صوما
ولِسْنُ النَّا سِ مَغضَبَةٌ وزورُ
ولكنِّي رضيتُ بأمرِ ربِّي
فحكم الله منبعُهُ السُّرورُ
سأسألُ في الجِنان لها خلودا
وبِشرا حفَّهُ ألَقٌ ونورُ
وأنواعَ السعادةِ كيف أُحصي؟
لخيراتٍ يُمازجها الحُبورُ
وأنواع الفواكهِ في ظلالٍ
وأفنانٍ ملاحِفها الزهورُ
على فُرُشٍ بطائنُها تتالتْ
وليس للذّةٍ فيها نُفورُ
وحفظا للبنين و للأهالي
و دحودي يلاطفُهُ البرور
صلاةُ الله مُبتدئي و ختمي
على الهادي يدوم لها الصدورُ.
إبراهيم ولد محمد أحمد