في معرض الحديث عما أصاب الحيوان هذه السنة وخصوصا منه البقر فإن حوليات ولاتة والنعمة وحوليات تجگجة وتيشيت وأنظام التاريخ في الگبلة اتفقت كلها أن سنة 1865 تعرف في بلادنا باسم عام بوريه أو عام "غِرْجِي" وهو مرض يصيب البقر وهو قريب من السل الرئوي الذي يصيب الإنسان. وقد عم داء البقر جميع المناطق الموريتانية فتحدثت عنه جميع تواريخ البلاد. ويذكر ابن انتهاه الشمسدي في تاريخه أن سنة 1890 تعرف بعام "غرجي" كذلك.
وتذكر حوليات ولاتة وحوليات تجگجه وحوليات الگبلة وغيرها أن سنة 1891 والسنة التي تليها عرفتا باسم "عام بومرارة"، وهو مرض يصيب البقر يشبه اليرقان حيث يصفر البقر ويصاب بالهزال.
وقد كان وباء بومرارة شاملا أغلب مناطق موريتانيا وقد استمر سنتي 1891 و1892 كما في كتاب الأعداد لابن احبيب اليدمسي.
وفي سنة 1917 كان مرض بودمعه وسموا تلك السنة في بعض مناطق موريتانيا بعام بودمعه.
وقد ذكر الشاعر أبو بكر بن محمذن بن أبي بكر الديماني الفاضلي الملقب بكنْ في أبيات له حوادث وقعت سنة 1892 منها مرض بومرارة ومنها مصرع أربعة من أولاد أحمد بن دمان ببئر خروفة ضمن صراعات داخلية بين أحمد سالم ولد اعلي وعمه أعمر سالم، ومنها وفاة اثنين من أبناء محمذن بن أحمد بن العاقل وهما سيدي الأمين والمختار امو رحم الله الجميع. يقول أبو بكر (بكنْ):
شيئان إنْ فقدا لا شيءَ بعدَهما ۞ ولا يشدُّ إلى الدنيا إذنْ خَبَرُ
أبقاهُما الله ما أبقَى الزمانُ بِنا ۞ أبناءُ أحمدَ بنْ دَمَانَ والبَقَرُ
أودَى الزمانُ بما في الكونِ من بَقرٍ ۞ وآلُ خندُوسَه قدْ أودَى بهم يَمَرُ
والسادَةُ الغُرُّ آلُ العاقِلِ انتقلتْ ۞ إلى جوار العُلَى من ربِّهمْ نَفَرُ
وفي سنة 1969 وقع جفاف عام ببلادنا وحل موتان بالانعام وخصوصا البقر وفي السنة التي تليها أي 1970 وبعدما عم الجفاف الكثير من مناطق موريتانيا، ونفقت الأنعام والدواب من غنم وبقر وإبل، وحمير، ولم يبق ما تجبى منه العشور أسقطت حكومة المختار ولد داداه جبايةَ العُشُورِ ونظام السَّيْفَاتْ الذي كان معمولا به منذ سنة 1906، وفي الوقت ذاته تضاعف سعر بعض المواد الاستهلاكية مثل السكر، وقد خلد الأديب البارع محمد بابَه ولد النَّدَّه اليدُّوكيُّ رحمه الله ذلك بقوله:
العِشْرْ اطْيَاحُ ما يَگْدَرْ ۞ يِنْكِرْ منكمْ حدْ اطْيَاحُ
واطْياحْ السَّيْفَاتْ إفَكَّرْ ۞ كانُو كيفْ العِشْرْ وُطَاحُ
والعِشْرْ التَاحْ اعْلَ السكِّرْ ۞ والسَّيْفاتْ أعلاشْ التَاحُ