كان أول تلميذ يحصل على شهادة البكالوريا ببلادنا هو الدبلوماسي والوزير الموريتاني السابق الدكتور ممدو راسين توري الذي تحدث عنه المختار ولد داداه في مذكراته وكيف كان دليله في باريس أيامه الأولى بتلك المدينة الكبيرة، وكان توري، الذي تخرج من فرنسا دكتورا في الطب، من أبرز وجوه سياسيي الضفة التي حضرت مؤتمر ألاگ سنة 1958 الداعين إلى أن يكون نظام بلادنا نظاما كونفدراليا. كما كان توري أول سفير موريتاني في المانيا بعد الاستقلال. وقد كان وزيرا للتخطيط والتنمية الريفية حتى سنة 1972 حيث سعى الرئيس ولد داداه إلى تعيينه موظفا ساميا في الأمم المتحدة. إلا أنه تخلى عن الجنسية الموريتانية وتجنس سنغاليا واختار البقاء في السينغال. ونالها بعد توري المؤرخ والباحث محمد ولد مولود ولد داداه وكان ذلك سنة 1948، وبعده بسنة حصل عليها أول رئيس للبلاد المختار بن داداه رحم الله الجميع.
وقد جاء خبر نجاح الرئيس المختار ولد داداه في بعض جرائد 1949 حيث دونته جريدة حياة موريتانيا في أحد أعدادها قائلة: "علمنا بمنتهى السعادة بالنجاحات الباهرة التي حققها في مسابقة القسم الأول من البكالوريا الشاب المختار ولد داداه، المنحدر من بوتلميت، والذي نال ميزة حسن. ولا يعتبر تتويج المختار ولد داداه المستحق مسرة لأسرته فقط بل مسرة لموريتانيا كلها. وبهذه المناسبة ترفع جريدة "حياة موريتانيا" تهانئها الحارة للمختار، وتتمنى له الحصول على أعلى المؤهلات الجامعية. ومن جهة أخرى فإن تلامذة مدرسة بوتلميت التالية أسماؤهم قد نحجوا: عبد الله ولد مولود، عبد الله ولد محمدن ومحمد ولد سيدي عالي."
ومن المعلوم أنه مرت حتى الآن 210 سنوات على تأسيس شهادة البكالوريا حيث كان القائد الفرنسي نابليون بونابرت أول من أسس هذه الشهادة سنة 1808 وعممها على النظام التربوي الفرنسي ومنه انتقلت إلى النظم التربوية في العالم.
ومن أصغر من نال هذه الشهادة الطفل البنيني بيس نكوي الذي حصل عليها في السنة الماضية وعمره 11 سنة، ومن أكبر من نالها السيدة نولا التي حصلت عليها ولها 95 سنة.