داء الأرق سبب زيارة الملك فيصل لموريتانيا

اثنين, 07/23/2018 - 06:47

من قصص العلاقات الموريتانية العربية
حظيت في أحد أيام صيف سنة 1986 بمقيل نادر مع رائد الدبلوماسية الموريتانية محمد ولد الشيخ ولد جدو رحمه الله تعالى وذلك في حي السويسي بالرباط بمنزل سيدي ولد أحمد ولد الديد رحمه الله. كان مجلس محمد من المجالس التي لا تمل لما فيه من إمتاع بالأدب والتاريخ ومؤانسة بالتجربة والعقل والكياسة. ومما ذكر لنا محمد أنه كان سنة 1971 سفير موريتانيا المعتمد في السعودية والإمارات وقطر وكان مقيما في جدة. وخلال اجتماع عمل اخبره مدير ديوان الملك فيصل أن الملك مصاب تلك الأيام بقلق ملازم واكتئاب ممض، فما كان من محمد إلا أن طلب من مدير الديوان موعدا مع الملك وتم له ذلك. اصطحب محمد معه أدوات التدخين التقليدية عند الموريتانيين من "بيت" و"عظم" و"زناد" و"تيمشه" و"يور" و"اسنقاس". بعد انتهاء السلام استأذن محمد الملك فيصل أن يريه بعض الأدوات المرتبطة بالعادات الموريتانية فما إن بدأ في قدح الزناد على حجر الصوان "التيمش"  بعد وضع مادة القطن أو "يور" حتى ظهرت على الملك فيصل مظاهر الانتباه والمتابعة وبدأ يسأل محمد في سرور عن هذه العادة. وكان محمد راوية للشعر الموريتاني فأنشد الملك فيصل بعض ما قاله الموريتانيون في التبغ والشاي. يقول محمد إن فيصل وقف معه مسرورا يودعه وقال له أبلغ الرئيس المختار أنني أريد أن أزور بلدكم موريتانيا. تمت زيارة الملك فيصل لموريتانيا سنة 1972 بعد اشهر من هذا المجلس وكانت تلك الزيارة فاتحة عهد مميز من العلاقات الموريتانية السعودية،  وكان للثقافة الموريتانية والعوائد الموريتانية فضلا عن الدبلوماسية الذكية والأديبة دور في تلك العلاقة.

 

سيد أحمد ولد الأمير