فيما يلي نص كلمة معالي وزير الثقافة الأستاذ سيدي محمد ولد محم، بمناسبة افتتاح النسخة الثامنة من "مهرجان المدن الموريتانية القديمة".
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله المطهرين وصحابته الميامين
صاحب الفخامة رئيس الجمهورية ،
السيد والي ولاية الحوض الشرقي ،
السادة الوزراء ،
أصحاب السعادة السفراء وممثلي الهيئات الدولية والإقليمية ،
أصحاب الفضيلة العلماء والمنتخبون ،
السادة الأدباء والفنانون ، وسدنة الثقافة والتراث الحاضرون ،
ضيوفنا ومدعوينا الكرام ،
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته ،
أرحب بكم جميعا أبلغ ترحيب وأصدقه ، وأتمنى لكم مقاما سعيدا في هذه المدينة العريقة ، وأشكر كل الذين تجشموا عناء السفر للوصول إلى هذا المهرجان ، لما تحملوا من مشقة ونصب.
أرحب بكم فخامة رئيس الجمهورية كاسرا القاعدة بعدم الترحيب بالمرء في بيته، فولاته وشقيقاتها هي بيتكم الذي أنقذتم من الضياع و الإهمال لعقود من الزمن كادت فيها أن تندثر وأن تفقد صفتها بذات الفعل كتراث للإنسانية ، وكمنارات علم وثقافة حملت الإسلام والحضارة والإشعاع إلى كل المحيط وأبعد.
ولاته يا فخامة الرئيس هي بيتكم الذي أرادت له الأنظمة السابقة أن يكون سجنا، ومنتبذا عقابيا قصيا، الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود، فحولتموها بما بذلتم من جهد صادق وعزم أكيد متحفا وعاصمة للثقافة والعلم في هذا المنكب من بلدنا فاستعادت بذلك ألقها ودورها.
وحين أراد الغلاة والمتطرفون هدم ما عجزت عن هدمه عاتيات الزمن كانت مقاربتكم الأمنية أقوى حماية لهذه المدن ، والكل يعرف ما اقترفت يد البغاة والغلاة في تبكتو وما هدمت من ثمين آثار ومعالم الحضارة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط .
وبفضل مقاربتكم الأمنية فخامة الرئيس والتي أرست قاعدة الأمن في خدمة التنمية وخدمة الثقافة والتراث خصوصا حملنا من هذه الربوع التي عرفت الخوف ولفترة طويلة رسالة سلام وأمن إلى المنطقة والمحيط ولم نعد ذلك البلد الذي لا هم له سوى تأمين حدوده، بل أصبحنا نساهم وبفعالية كبيرة في تأمين منطقة الساحل والقارة عموما .
وعرف العمل الإسلامي الهادف إلى ترسيخ الممارسة والفهم الموريتانيين لهذا الدين عبر القرون طفرة نوعية وتحولا كبيرا بدا بطباعة المصحف الموريتاني بما لذلك من رمزية ودلالة لا يخطئها العقل الواعي، ورعاية للأئمة والدعاة، واحتضان المحاظر والمساجد، وبناء الجامعات، وفتح قنوات مسموعة ومرئية تخدم هذا الدين وتقدمه للعالم ، كل ذلك دون أي استغلال ولا منا ولا أذى ودون أي بحث عن أي مكسب انتخابي يا فخامة الرئيس .
إن النسخة الثامنة من مهرجان المدن القديمة لهذا العام والتي تتشرف بافتتاحكم لها في مدينة ولاته العريقة تتضمن العديد من الفعاليات الثقافية والأدبية والعلمية ذات البعد التراثي الأصيل، وستشهد هذه السنة عرض فيلم وثائقي عن تاريخ المهرجان ومعارض كتب تتضمن مطبوعات جديدة قيمة عن بلادنا تاريخا وتنمية وحياة اجتماعية إلى جانب العديد من المحاضرات ذات القيمة العلمية العالية ، وسيكون المعرض الإسباني ضيف شرف على المهرجان لهذه السنة في عناق تاريخي بين المعمار الولاتي والأندلسي بما يترجم العلاقات التاريخية الضاربة الجذور بين ملثمي الصحراء وشعوب وحضارات شبه الجزيرة الأبيرية .
كما يستضيف المهرجان عددا من الفرق الفنية والأدبية من أخوة لنا ربطتنا بهم عبر القرون أواصر الدين والثقافة والقربى والجيرة ، فمن أكليميم وعيون الساقية الحمراء وتيندوف إلى عمق مالي وعاصمته الثقافية " تبكتو " إلى تخوم ملتقي النيلين في بلاد السودان الشقيق ، ثقافات وشعوب تبادلت مع الموريتانيين التأثير والتأثر عبر التاريخ ومهما شط مزارهم ونأى بهم البعد فإن رحم التاريخ والثقافة معهم لم تنقطع ومشاركتهم في هذا المهرجان دليل ذلك وشاهده .
وكما أردتم يا فخامة الرئيس لهذا المهرجان أن يكون رسالة سلام وحوار وتسامح تنبذ العنف والتطرف والإرهاب الفكري والمسلح سيواصل المهرجان عطائه على نفس
الوتيرة ولنفس الهدف والغاية .
وفي الأخير أتشرف بأن ألتمس منكم فخامة الرئيس التفضل بافتتاح النسخة الثامنة من مهرجان المدن القديمة بولاته ومخاطبة ضيوفكم بهذه المناسبة .
السلام عليكم ورحمة الله .