تحت شعار "الشعر لغة تؤلف بين البشر وترتقي بالجمال"، نظم بيت شعر نواكشوط مساء أمس (الخميس) أمسية شعرية أحياها الشاعر باب العربي، وذلك وسط حضور كبير للأدباء والجمهور.
وبدأت الأمسية بكلمة للشاعر محمد المحبوبي، ذكّر من خلالها بأهمية إرساء خطاب يرقى بالمجتمع إلى المثل السامية من إخاء واندماج وتجسيد القيم عمليا، وذلك ما عمل عليه بيت الشعر من خلال انفتاحه على مختلف أطياف المشهد الأدبي وطنيا وإقليميا، حيث أصبح مثابة لتثمين الإبداع والفكر الخلاّقين.
وشدد على أن الشعر والفن من أقدر وسائل التعبير على السمو بالإنسان نحو مجافاة الكراهية وترسيخ المحبة؛ لأنها تطهير للنفس عبر بث مشاعر الجمال والحياة والخير.
وقال: إن خطاب فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز في مسيرة التاسع يناير، جاء ليكون إطارا ومرجعية صلبة للثوابت الوطنية وثقافة العيش المشترك؛ التي انتهجها الشعراء والمثقفون الموريتانيون وهم يقدمون عطاءهم الإبداعي والفكري في بيت الشعر.
بعد ذلك اعتلى منبر أمسية الأمس الشاعر باب العربي وهو من مواليد 1990، وفائز بالمرتبة الأولى في الشعر للأسبوع الجهوي لولايات نواكشوط عام 2015، كما أنه حائز على عديد الشهادات بينها الماجستير في إدارة الأعمال.
الشاعر باب العربي قدم خلال الأمسية نماذج من تجربته الشعرية تمثلت في أربع قصائد هي: "السلم والتوحد"، و"عيون المجد"، و"ﺃﻧﺎ ﻭﺍﻷﻗﺮﺑﻮن.."، و"عيناي".
في قصيدته "السلم والتوحد"، التي يغني فيها لوحدة الشعوب واندماجها، يقول:
بعد فوضى من الشتات الشديد
يبرز السلم عامل التوحيد
وحده يصهر الشعوب مزيجا
باهر السبك مثل وشي الجليد
وحده يرسم الشعوب بحذق
لافتات من الجمال الفريد
وحده يعزف المحبة لحنا
رائعا في تجليات النشيد
إلى أن يقول:
وحده يحبك الشعوب نسيجا
عبقريا مرصعا بالورود
وحده يكتب الملاحم شعرا
في قوافيه ألف بيت قصيد
إن سلما يوحد الناس كلا
لجدير بذكره للوفود
نحن شعب موحد ما افترقنا
عبر ماض لنا عريق مجيد
قد أذبنا الفروق بالدين قدما
فاتفقنا على ممر العهود
أسس الوحدة الصحيحة وحي
ضمن الله حفظه للخلود
ذرع الكون والحياة امتدادا
سابرا غور كل عمق بعيد
بين أفيائه الكثيفة نحيا
في نمو مواكب للوجود.
كما قرأ قصيدته "عيون المجد"، التي تتغنى بمدينته (العيون)، والتي يقول فيها:
عيون المجد أيـتها "العــيون"
حديثي عنك أغلبه شجــــــــون
غريبا جئت أرضك من بعيــد
تلاحقني الهواجس والظنـــــون
فكان الود والترحاب حظــــي
دواما حيث أوجد أو أكــــــــون
وإني ـ إذ أغادر والتلاقـــــــي
لحد الآن أجهل هل يكــــــــــون
أودع أرضها وكرام قـــــــوم
لهم عنديَ ميثـــاق مصــــــــون
إلى أن يقول:
أيا أرض العيون عليك منـــي
سلام الله والشوق المبيــــــــــــن
كرام الناس أهلك خير نــــاس
وخير الأرض أرضك يا "عيون"
معاذ الله لا أنسى بحــــــــــال
من الأحوال عهد ك!! أو أخــــون.
كما أنشد قصيدته المديحية "ﺃﻧﺎ ﻭﺍﻷﻗﺮﺑﻮن.."، التي يقول فيها:
ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺣﺐ ﺍﻟﻬﺎﺷﻤﻲ ﻛﻔﻴﻠﺔ
ﺑﺄﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﺪﺍﺭﻳﻦ ﻃﺮﺍ ﻟﻨﺎ ﻳﺴﺮﺍ
ﺣﺮﻱ ﺿﻴﺎﺀ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﺪﻣﻊ ﻭﺍﻟﻬﻮﻯ
ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻭﺍﻟﺪﻣﻊ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﻧﺰﺭﺍ
ﻓﺄﺣﺒﺒﺘﻪ ﻟﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﺠﺖ ﻃﺮﻳﻘﻪ
ﻭﺗﺎﺑﻌﺘﻪ ﺳﺮﺍ ﻭﺗﺎﺑﻌﺘﻪ ﺟﻬﺮﺍ
ﻭﺣﺎﻭﻟﺖ ﺑﺎﻷﺷﻌﺎﺭ ﻭﺍﻟﻨﺜﺮ ﻣﺪﺣﻪ
ﻓﻤﺎ ﺍﺳﻄﻌﺘﻪ ﺷﻌﺮﺍ ﻭﻻ ﺍﺳﻌﻄﺘﻪ ﻧﺜﺮﺍ.
وقرأ أيضا قصيدته "عيناي"، التي يقول في مطلعها:
ﻋﻴﻨﺎﻱ ﻣﻦ ﺃﻟﻢ ﺍﻟﺘﻔﺮﻕ ﺗﻬﻤﻊ
ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺍﻟﺪﺍﻣﻴﺎﺕ ﺳﺘﺮﺟﻊ
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺮﻛﺖ ﻣﻮﺩﺗﻨﺎ ﺳﺪﻯ
ﻭﻏﺪﺕ ﺃﻭﺍﺻﺮ ﺣﺒﻨﺎ ﺗﺘﻘﻄﻊ
ﺑﻌﺜﺖ ﺇﻟﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺠﻨﻮﻧﺔ
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻛﻠﻬﺎ ﻫﻲ ﺃﺷﻨﻊ
ﻛﺘﺒﺖ ﺑﻬﺎ ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻤنع
ﻭﺍﻟﻘﺎﻃﻊ ﺍﻟﻮﺻﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻘﻄﻊ
ﻭﻟﻪ ﻋﻬﻮﺩ ﺟﻤﺔ ﻭﻛﺜﻴﺮﺓ
ﻭﻧﺴﺎﺅﻩ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ﺃﺭﺑﻊ
ﺃﺣﺴﺒﺘﻨﻲ ﻻ ﻋﻘﻞ ﻟﻲَ ﻭﻻ ﺣﺠﺎ
ﺃﻡ ﺧﻠﺘﻨﻲ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺼﺒﺎﻳﺎ ﺃﺧﺪﻉ
ﺗﺄﺗﻲ ﻛﺄﻧﻚ ﻭﺍﻟﻪ ﻣﺘﻀﻌﻀﻊ
ﻭﺗﻘﻮﻝ ﺇﻧﻲ ﻣﻦ ﻓﺮﺍﻗﻚ ﺃﻓﺰﻉ
ﺇﻥ ﺃﻧﺖ ﺇﻻ ﻛﺎﺫﺏ ﻭﻣﺨﺎﺩﻉ
ﻓﻠﻚ ﺍلقلا ﻟﻤﺎ تروح ﻭﺗﺮﺟﻊ.