بيت شعر نواكشوط يعرف الجمهور بتجربة الشاعرين الولي طه والساسي

خميس, 08/29/2019 - 21:32

 

قدم بيت شعر نواكشوط، في أمسية حاشدة مساء اليوم (الخميس)، تجربتين شعريتين جديدتين للجمهور الموريتاني الموزع الأذواق بين المدارس الشعرية، والمجمع على أنَّ الشعر هو أصالة العرب وديوانهم.
وتقدم الحضور أدباء كبار وأساتذة جامعيون ومدير بيت الشعر - نواكشوط.
وحضر كذلك طلاب بكلية الآداب وباحثون مختصون في الأدب والثقافة.
وبداية استمع الحضور إلى الشاعر الولي طه، الذي فقرأ أربع قصائد تمثل تجربته الشعرية، وبدأها بقصيدته "ﻋﺒﻖ ﺍﻟﺼَّﺒﺎﺑﺔ"، التي يقول في مطلعها:
‏ ﻋﺒَﻖُ ﺍﻟﺼَّﺒﺎﺑَﺔِ ﻋَﻄَّــــﺮَ ﺍﻟﻮِﺟْﺪﺍﻧَﺎ
 ﻓﺎﻧـــــــﺪَﺍﺡَ ﻓﻲ ﺻَـــﺒَﻮَﺍﺗِﻪِ ﺳَﻜْﺮﺍﻧَﺎ
ﻭ ﺗَﻜَﺸَّﻔَﺖْ ﺁﻱُ ﺍﻟﻤَﺤـــﺒَّﺔِ ، ﻓﺎﻧﺠَﻠَﻰ
 ﻣﺎ ﻛــــﺎﻥَ ﻣِﻦ ﺳِﺮِّ ﺍﻟﻐَﺮﺍﻡِ ﻣُﺼﺎﻧَﺎ
ﻓَﺄَﻟَﺢَّ ﻓﻲ ﻧَﺠْﻮَﻯ ﺍﻟﺤِﻤَﻰ ﻭ ﺧِﻴـﺎﻣِﻪ
ﺃﻳﺎﻡَ ﻛَـــــﺎﻥَ ﺑِﻪِ ﺍﻟﻬَـــﻮَﻯ ﺭَﻳَّـــــﺎﻧَﺎ
ﺃﻳَّــــﺎﻡَ ﻳَﺒْﺘَﺴِــــــﻢُ العلا ﺑِﻘِﺒــــﺎﺑِﻪِ
ﻭ ﺍﻟﻤَــــــﺠْﺪُ ﺷَﻴَّﺪَ ﻓِﻲ ﺍﻟﺮُّﺑَﺎ ﺃﺭْﻛﺎﻧَﺎ
ﺃﻳَّـــﺎﻡَ ﻳَﻨﺘَـــﻬِﺐُ ﺍﻟﻮَﻓـــﺎﺀُ ﺳُـــﻬُﻮﻟَﻪُ
 ﻭَ ﻧِﺠَــــﺎﺩَﻩُ ... ﻳَﻠْــــﻬُﻮ ﺑﻬﺎ ﻧَﺸْﻮِﺍﻧﺎ
إلى أن يقول:
ﻭ ﺇﺫﺍ ﺍﻟﻘَـــﺮﻳﺾُ ﺗَﺠَـــﺎﺫَﺑَﺘْﻪُ ﺭِﺟﺎﻟُﻪُ
ﻛَــﺎﻧُﻮﺍ ﻟَــــﺪَﻯ ﺣَﻠَـــﺒَﺎﺗِﻪِ ﺍﻟﻔُﺮْﺳَﺎﻧَﺎ
ﻳَﺘَﻨَﺎﺷَـــﺪُﻭﻥَ ﺭَﻗِﻴـــﻘَﻪُ ﺳَــﺤَﺮًﺍ ﻋَﻠﻰ
 ﻭَﻗْﻊِ ﺍﻟﻨَّﺴَــــﺎﺋِﻢِ ﻫَﺪْﻫَـﺪَﺕْ ﺃَﻏْﺼَﺎﻧَﺎ
ﻓَﺈِﺫَﺍ ﺍﻟﺸُّــــﺠﺎﻉُ ﺍﻟﻘَﺮْﻡُ ﺫﺍﺏَ ﺻَﺒَـﺎﺑَﺔً
ﻳَﺒْﻜِــــﻲ ﺍﻟﺮُّﺑُﻮﻉَ ﻭ ﻳَﻨﺪﺏُ ﺍﻷﻭْﻃﺎﻧﺎ
ﻳَﺘَﻘﺎﻃَﺮُ ﺍﻟﺪَّﻣْـــﻊُ ﺍﻟﻤَﺼُـــﻮﻥُ ﺑِـﺨَﺪِّﻩِ
 ﺑَﻴْــــﻦَ ﺍﻷَﺣِـــﺒَّﺔِ ، ﻫَﺎﺋــــﻤًﺎ ﻭَﻟْﻬَﺎﻧَﺎ

وقرأ قصيدته "ظِلَالُ العِشْق":
شَمْسُ المحـــــبّةِ أَشرقَتْ تَـــتَلالاَ
مِلْءَ الفَضَاءِ سَعادَةً وجَمــالا
بِمُحــــمّــدٍ عِطْــــرِ الوُجـــــودِ، ونــورِهِ
وبَهَائِهِ المُلْقَى عليْهِ جَــلالا
فَتَدَفَّــــقَ العِشْـــقُ الأَصِيلُ بخَاطِـرِي
أَمْواجَ نُورٍ، والـــرُّؤَى تَتَــوالَى
يا مُلْهِــــــمَ العُشَّـــــاقِ كُلَّ صبَـابَةٍ
تَبْقى على مَرِّ السَّمُومِ ظِلالاَ
هَامَ الفُــــــؤَادُ بحُبِّكُــــمْ يا سـيِّدي
...حِمَمُ الفِرَاقِ تُقَطِّعُ الأَوْصَـالا
فَإِذَا ذَكَرْتُــكَ والْمَـــدَى مُتَبَـــــــاعِدٌ
قَرُبَ المَدَى.. أَمَّا البِـعَادُ ..فَزَالا
وتَلاحَقَتْ كُــلُّ البَشَــــــــائِرِ، وارْتَوى
ظَمَــــاُ الفُؤَادِ بِمَا مَنَحْتَ زُلالاَ.
كما قرأ من قصيدته "حنانيك":
خُطاكَ على دَربِ الهوى تَتعَثَّرُ 
 ودَمعُكَ وَهْنًا كالغمائم يُمْطِرُ
وقلْبُكَ مِسْكينٌ تُحَفُّ نِياطُه 
إلى كَبِدٍ حَرَّا هُناكَ تَفَطَّــــــــــرُ
تَقومُ بِذَبْحِ الحُبّ في فَلَقِ الهوى
فيُولَدُ مِن بَرْحِ الصَّبابَةِ مَعْشَرُ
تُفارِقُ إلْفًا ما سَبَى القَلْبَ مِثْلُهُ 
كأنكَ صِنديدٌ على الهجرِ تقدِرُ
وأنتَ وأَيْمِ اللهِ أضعفُ مَن سرى 
على سُبُلِ الأشواقِ لو كنتَ تنظُرُ
ولكنَّما هذي الحياةُ ضَنِينــــــــةٌ 
على المرء بالمأمولِ حينَ تُفَكِّرُ
فما بَسَمَتْ بَيْنَ الخمائلِ والرُّبَى 
لِوَصْلِ أَلِيفِ القَلْبِ إلَّا وتَمْكُرُ
حنانَيْكَ يا رَبَّاهُ ... لَمْلِمْ مَشاعِرًا 
 تُرَاشِقُ هذا القَلْبَ هَمًّا وتَكْسِرُ.
بدوره، قرأ الشاعر محمد محمود الساسي أربع قصائد من ديوانهِ، بدأها بقصيدته "ما لا تقوله المفردات"، التي يقول مطلعها:
  وَهْوَ    مُنْسَابَةٌ     بِهِ      مُفْرَدَاتُ 
      نَحْوَ   مَا   لَا    تَقُولُهُ     المُفْرَدَاتُ 
  وَكَأَنْ    لَمْ     تَقُلْ     لَهُ     كَلِمَاتٌ
      مَا   أَتَتْ   بَعْدُ   صَمْتُكَ    الكَلِمَاتُ
وَالثَّوَانِي       تَشُقُّها        نَبَضَاتٌ
        فَالمُعَنَّى      بُرَاقُهُ        النَّبَضَاتُ
إلى أن يقول:
بَاتَ يَسْرِي..  فَالعَارِفُونَ سُرَاةٌ
      وَمَآقِيهِ     مَا     يُفُيضُ    السُّرَاةُ
  لَمْ   يَفِقْ   لَيْلَهُ     وَلَا      مُسْكِرَاتٌ
      غَيْر أَشْوَاقِهِ..  فِهِي المُسْكِرَاتُ
  وَمِنَ   التِّيهِ   مَا   سَقتْهُ       جِهَاتٌ
    قَالَ: تُفْضِي طُرًّا   إِلَيْكَ   الجِهَاتُ
   وَهْوَ يَسْعَى.. وَالعَاشِقُونَ سُعَاةٌ
   وَحَنَايَاهُ  مَا   يَجُوبُ  السُّعَاةُ

كما قرأ قصيدته "نجلاء"، ومطلعها: 
وأخافُ مهما   قلتُ   أنْ  لا أُنْصفَا 
ما بي .. كما بِكِ .. ما لهُ أنْ يُوصفَا
وأنا بِعُرْفِ العشق  فيكِ حبيبتي
مُتصوِّفٌ  ما السحرُ  فيكِ  تَصَوَّفَا
ويقول فيها أيضا:
ماذا أقولُ وأنتِ يا قدري..  ويا
 كل اصْطفائي كلما القلبُ اصْطفَى
مَنْ في عيونِ الكونِ فضْتِ ملاحةً
وجلالةً حتى  رَأى   بكِ   يُوسفَا 
إلى أن بقول:
وأنا وأنتِ لِفَرْطِ فَرْطِ صَبابتِي
ما نلْتقي  إِلاَّ  أَضَعْتُ  الأَحْرفَا
إلاَّ حلفتُ وما أنا مَنْ في الهوى
 يحتاجُ  يا قدِّيسَتِي أَنْ  يَحْلفَا
أَنِّي على عمري لَمُحْتَاجٌ  لِأَعْ
مَارٍ   تُعَرِّفَ   بالذي لن  يُعْرفَا 
لاَ نِدَّ في لغتي لهُ.. مُذْ لاحَ إِذْ
أَتْلَفْتِني مَعْنايَ في أَنْ أُتْلَفَا
نجلاءُ ما أَسْرَفْتِ ما أسرفتِ في
قتلي وما بِكِ متُّ لم أكُ مِسْرفَا
فلقدْ رفعتُ الرايةَ الحمراءَ مُذْ
أَدْرَكتُ أَنَّ مِنَ الهوى لا مُكْتفَى.

وقرأ كذلك قصيدته "رحيق الهذيان "، التي يقول مطلعها:
وَالْتَقَيْنَا مِلْءَ انـــــــدلاع الغـــــــرام      
   مِلءَ مَا لم تسعْ مــــرايا الكـــــــــــــلام!
وَالْتَقَيْنَا     الْتِقَاءَ   مَاءٍ   وَرَاحٍ      
       فَافْتَرَقْنَا  افْتِراقَ  دَامٍ  وَدَامِ
والــرؤى تسـري بي إلى سدرة الكشف  
 نبيــا علـــــى بـــــراق الهيـــــــــام. 
إلى أن يقول:
شهـــوة البـــوح حينما خاصرتهـــــــا   
      أحــرفي نشوى من شهيق الضــــــــرام
وعلى معــزوفـــات بركـــان تــــوق    
     ثائر – كاشتعالنا – فــــي حطامــــــــي 
راودتني في هـــدأة الليـــل عـــن سحنـــــــة صب
عرتــــه كأس مـــــــــــدام
عـــــن ليال نـــزفتــــــها مــن عنـــاء    
     و اشتيـــــاق و غربـــــة و انفصــــــــام
عن كرامات السحــر.. عن نزوات الطهــــــر ..
                    عـــن زرع الهمس بالألغـــام.
عــن غلــو البهاء ..
           عـــن نســك الإغواء .. 
             عـــن حشو الصمت بالأنغـــــــام.
كما قرأ قصيدته "على رصيف العشق "، التي يقول في مطلعها: 
"لِأَمِيرَةٍ ..
         أُنْثىً بِنَهْدٍ فَائِرِ :
وَلِوَرْدَةٍ ..
    أُخْرَى بِطَرْفٍ فَاتِرِ :
نَمَتَا ..
     وَنَجْمَاتٌ لِنَجْمَاتٍ :
بِطَابُورِ الفَتَى 
مَا مِنْ مَكَانٍ شَاغِرِ
وَأَنَا عَلَى 
بُعْدِ اسْتَحَالَاتٍ لِجَوْلَةِ 
أيِّهِنَّ صَبَابَةً فِي خَاطِرِي"
إلى أن يقول:
سَاهٍ 
أُطَارِدُ طَيْفَكِ القُدْسِيَّ 
فِي وَلَهٍ 
بِغَيْمٍ مِنْ دُخَانِ سَجَائِرِي
وَمُرَتِّلٌ 
بَيْنِي وَبَيْنِي لَهْفَةً :
مَا لِي سِوَاكِ  
      حَبِيبَتِي مِنْ سَاحِرِ
إِلاَّكِ يَا نَجْلَاءُ 
مَا فِي الكَوْنِ أُنْثىً 
تَسْتَحِقُّ جُنُونَ هَذَا الشَّاعِرِ.