الدكتور محمذن ولد المحبوبي يحاضر في مجلس اللسان العربي بموريتانيا حول التدقيق اللغوي في المحظرة

سبت, 08/03/2019 - 23:57

 

نواكشوط - موقع مجلس اللسان العربي في موريتانيا

http://allissan.org/node/1354

 

احتضن مجلس اللسان العربي بموريتانيا في مقره مساء السبت 2 من ذي الحجة 1440هـ/ 3 أغسطس 2019غ. محاضرة قدمها الدكتور محمذن ولد المحبوبي الأستاذ بالمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية عنوانها "ملامح العبقرية في التدقيقات المحضرية"

 تندرج المحاضرة في إطار البرنامج الشهري لمحاضرات المجلس، وقد حضرها عدد كبير من الأساتذة الجامعيين والمثقفين والإعلاميين والباحثين والمهتمين باللغة العربية وعلومها.

وأدارتها الدكتورة مباركة بنت البراء الأستاذة بالمدرسة العليا لتكوين الأساتذة، وعضو ديوان المجلس، وقدم لها رئيس المجلس الدكتور الخليل النحوي؛ مشيرا في مستهل حديثه إلى  أن هذه المؤسسة التربوية "المحضرة"؛ بوصفها «جامعة شعبية متنقلة تلقينية فردية التعلم طوعية الممارسة» قد ورد بالضاد، في بعض المصادر القديمة مثل المعيار للونشريسي؛ كما ورد لفظها في كثير من الكتابات بالظاء "المحظرة" -ربما تأثرا بنطق اللهجة المحلية التي تنطق الضاد ظاء في كثير من كلماتها.

كما أشار إلى أن موضوع المحاضرة، وهو "التدقيقات اللغوية" التي قامت بها المحضرة الشنقيطية، يمثل دعوى؛ كثيرا ما ادعاها أدباء هذه البلاد من رسوخ قدمهم في اللغة العربية؛ وقد أيدت تلك الدعوى شهادات بعض العلماء من المشرق والمغرب وحتى بعض المستشرقين من الغرب مثل شاك بيرك الذي يسجل أن هذه البلاد في القرون الثلاثة الأخيرة كانت حصن اللغة العربية.

وقد نوه الأستاذ المحاضر في بداية حديثه بالجهود التي يقوم بها المجلس في خدمة اللغة العربية؛ وفي هذا المجال تدخل هذه المحاضرة التي تبرز ما للشناقطة من أسهام في التدقيق اللغوي الذي يعد "عماد تقويم الألسنة، وأساس إصلاح المنطق، لذلك كان مدار اهتمام القيمين على اللسان العربي في مختلف العصور، ومحط أنظار المحافظين على اللغة من الاختلال، فانطلقت أوليات هذا التوجه منذ العهد النبوي فظل أمره يتعاظم إلى يوم الناس هذا. فنالت علوم اللسان المنزلة العالية فكانت من أعظم المعارف قدرا، وأعمقها في النفس أثرا، فبها يتثقف أود اللسان، وتدرك أسرار القرآن وينتبه إلى ما فيه من الإعجاز ونكت البيان"

وقد تتبع المحاضر تاريخ التدقيق اللغوي موردا كثيرا من نماذجه في المحضرة الشنقيطية.

وقد أشفعت المحاضرة بنقاش مفتوح قدم فيه الحضور من لغويين وباحثين تعقيبات حول طبيعة التدقيق اللغوي في المحضرة الموريتانية منبهين إلى أنه قد يكون مفيدا في صحة اللغة، ولكنه قد يكون عائقا أمام نتشار استعمالها على جميع الأصعدة.