بسم الله والصلاة والسلام
على رسول الله.
كتب الشيخ إبراهيم بن يوسف بن الشيخ سيدي حفظه الله تعالى:
قلت اليوم القصيدة الآتية فى
قارعة فيروس
كورونا التى هزت العالم مستغيثا بالله،
متضرعا إليه أن يصرفه
عن المسلمين:
كُلُّ شَىْءٍ سِوَى المُهيْمِنِ زُورُ / وهُرَاءٌ وبَاطِلٌ وغُرُورُ
جَلَّ رَبِّى سُبحانَهُ وتَعَالَى / فهُوَ المَالِكُ العَلِىُّ الكبيرُ
وتَعَالَى عن كُلِّ شِبْهٍ ومِثْلٍ / ليسَ لله مُشْبِهٌ أو نَظِيرُ
وتَعَالَى الَّذِى لهُ كُلُّ شَىْءٍ / وإليهِۦ كلُّ الوُجُودِ فَقِيرُ
ولَهُ الكِبْرِيَاءُ فَوْقَ البَرَايَا / فهُمُ كُلُّهُمْ ذَلِيلٌ حَقِيرُ
وعَلَيهِمْ جَرَى قَضَاءٌ حَكِيمٌ / قَدَرٌ منْهُ سَابِقٌ مقدُورُ
تَمَّ أمْرُ الوُجُودِ صِدْقًا وعَدْلًا / واسْتَقَامَ الإحْكامُ والتَّدبيرُ
كُلَّ يَوْمٍ لِلهِ فى الخَلْقِ شَأنٌ / فيَسِيرٌ مِن شَأنِهِ وعَسِيرُ
أنْزَلَ اليَوْمَ كائِنًا مِجْهَرِيًّا / طَوَّقَ الكافِرِين منهُ ثُبُورُ
هَالَهُمْ أمْرُهُ فهَاجُوا ومَاجُوا / مَا لَهُمْ أُرْعِبُوا بهِ واسْتُطِيرُوا؟
كيْفَ يَخْشَوْنَهُ دَقِيقًا ضَئِيلًا / لا تَرَاهُ العُيُونُ؟ كيفَ اسْتُثِيرُوا؟
مَرَّغُوا "عِزَّهُمْ" وذَلُّوا وهَانُوا / وتَبَارَوْا فى صَدِّهِ فأُبِيرُوا
وغَدَوْا عُرْضَةً لفَتْكِ حَقِيرٍ / إنَّمَا يُرْغِمُ الحَقِيرَ الحَقيرُ
أيْنَ مَا صَنَّعُوا ومَا قدْ أجَادُوا / أيْنَ ذَاكَ السِّلَاحُ والتَّدمِيرُ؟
أيْنَ عِلْمٌ وأيْنَ أيْنَ ازدِهَارٌ ؟ / أيْنَ غَزْوُ الفَضَاءِ والتَّسخِيرُ؟
جَهِلُوا أنَّ فى الوُجُودِ جُنُودًا / لا يَرَاهَا إلا العَلِيمُ القَدِيرُ
أمْرُهَا عندَهُ ومَهْمَا يُسَلِّطْ / أوْهَنَ الجُندِ فالبلَاَءُ المَرِيرُ
يَسْتَوِى عندَهُ بَعُوضٌ وذُبٌّ / وعَذابٌ مُدَمِّرٌ مُسْتطِيرُ
رَبَّنَا ما لَنَا سِواكَ مَلَاذٌ / أو وَلِىٌّ نَؤُمُّهُ أو نَصِيرُ
ربَّنَا نَجِّنَا وكُفَّ الرَّزَايَا / والرَّدَى إنَّك الرحيمُ الغَفُورُ
وأزِلْ هذِهِ البَلِيَّةَ عَنَّا / واحْمِنَا إنَّكَ السَّمِيعُ البَصِيرُ
وأجِرْنا مِن كُلِّ سُوءٍ فإنَّا / بكَ لُذْنَا وبالحِمَى نَسْتَجِيرُ
واكْشِفِ الضُّرَّ وادْفَعِ الشَّرَّ عَنَّا / يا كرِيمًا مِنْهُۥ تُنَالُ الخُيُورُ
رَبِّ بالمُسلِمين لُطْفًا ورُحْمَى / ربَّنا إنَّكَ اللطِيفُ الخَبيرُ
كُلُّ بَلْوَى فبِالذُّنُوبِ اسْتُحِقَّتْ / وبتَوْبِ العِبادِ تُنْفَى الشُّرُورُ
ربِّ تُبْنَا إليكَ حَقًّا وصِدْقًا / فتَقَبَّلْ مِنَّا فأنتَ الشَّكُورُ
واسْتَجِبْ دَعوَتِى، فأنتَ وَلِيِّى/ ولَنِعمَ المَوْلَى ونِعمَ النَّصِيرُ
وعَلَى مَن بَعَثْتَ صَلِّ وسَلِّمْ / فَهْوَ رُحْمَى وهْوَ السِّرَاجُ المُنِيرُ.
اهـ
يوم الاثنين
28 رجب 1441 للهجرة.
23 /3/ 2020م