مِنْ مُقْلتيْكِ سِهامٌ مزَّقتْ رِئَتِي
وَشُعْلةٌ أَحْرقتْني مِنكِ قَدْ أَتَتِ
سَاقَايَ لُقِّحَتَا خوْفًا تَشَابَكتَا
فكيف أجْري وَأنفاسي تَوَقَّفَتِ ؟؟
وكَيْفَ أبكي دمُوعي كُلُّها هَرَبَتْ ؟؟
وكيْفَ أصْرُخُ قدْ عطَّلْتِ حُنْجُرتي؟؟
بأيِّ ذنبٍ لماذا أنْتِ مُحْنَقَةٌ ؟؟
عليَّ غيظًا فَهلْ أخطأتُ في لغَتِي؟؟
ألستِ أنتِ الَّتي شكَّلْتِ لي جُمَلي ؟؟
لمْ تسْتَسيغِي سؤُالي أوْ مُناقشَتِي
وقلتِ لي في الهوى : الأخْطاءُ جائزةٌ
وَكلُّ نفسٍ إذا ذاقَتْهُ عَاوَدَتِ
ألستِ أنْتِ الَّتِي أشْبَعْتِني أَمَلًا ؟؟
ألم تقولي : أوانُ الشَّوق لمْ يَفُتِ ؟؟
ألستِ أنْتِ الَّتِي فَسَّرتِ لي حُلُمِي؟؟
أقمْتِ لي في الخيال المَحْضِ مملَكتي
ألستِ أنْتِ الَّتِي دَحْرجْتِنِي كُرَةً
فأصبَحَتْ في مَهبِّ الريحِ أُمْنِيتِي ؟؟
أَثْخَنْتِني مَرَّةً أُُخْرى سفَكْتِ دمِي
يا مُدْيةً بينَ أحشائِي تغَلْغَلَتِ !!
الآن جَازَ قِصاصي قدْ أتيْتُ لِكيْ
أقْتصَّ مِنْكِ بمِنديلٍ وَمِنْشَفَةِ
قدْ حَدَّثَتْني "بماكو" وَهْي آسفةٌ
عَنْ أَزْمُنٍ- لَيتَها لم تَمضِ- قدْ مَضَتِ
عن سُكَّرٍ في فَمِي عَنْ خُبْزَةٍ بِيدي
عَنْ مَوْزةٍ أخْتِيَ الصُّغْرى لَها بَكَتِ
عن صُحْرةٍ في طريقي جَرَّحَتْ قدَمِي
وعَنْ زُجَاجةِ مَاءٍ قدْ تَكَسَّرتِ
وَعَنْ جُنونِ الصِّبَا عَنْ نرجَسِيَّتِه
عَنْ جَرْيِنَا تَحْتَ أمْطارٍ تَهَاطَلَتِ
عَنْ سُبْحَةٍ في يَدِ الجَدِّ الحَنونِ وَعَنْ
سَجَّادةٍ فِي مُصَلَّى الحَيِّ مُدِّدَتِ
عَنْ جدَّتِي عَنْ أَثافِيها وَبُرْمَتِها
عَنْ شَمْعةٍ حِينَ جَنَّ الليلُ أَوْقَدَتِ
عَنْ كِيسِ فُسْتُقِها المَقْليِّ عَنْ لَبَنٍ
أخفَتْهُ . لمَّا عَبَسْتُ الوَجْهَ أخْرَجَتِ
عَنْ جَيْئَتِي وَذَهابي وهْيَ نائمةٌ
عَنْ لَطْمةٍ حَاوَلتْها ما تَمَكنَّتِ
عَنْ قَفْزَتي عَنْ ضَجِيجِي عَنْ مُشَاغَبتي
كمْ أزْعجَتْها وَسَلَّتْها مُشَاغَبَتِي!!
عنْ "نهرِ جُولِيبَ" أوجاعٌ مُضمَّخةٌ
يفوحُ مِنْ ضِفَّتَيْهِ مِسْكُ قافِيتِي
عَنِ الرِّمالِ التي إن تَبْكِ أبْكِ هُنا
وأنتشي كُلَّما كُثْبانُها انْتَشَتِ
عَنِ البلادِ عُمومًا عَنْ موَاجِعِها
عَنْ سقْطَةٍ تابعتْها ألفُ مُشُكلَةِ
لولا الهوى يا "بماكو" لَمْ أحِنَّ إلى
تِلكَ الدِّيارِ الَّتي آثارُها عَفَتِ
وَلمْ أتُقْ لِقديمِ العَهْدِ هيَّجَ فِي
نَفْسِي تَبَارِيحَ لمْ تَنْبِسْ بِها شَفَتِي
كُلُّ اللَّذينَ تمامًا قدْ وَثقْتُ بِهمْ
خانُوا المَواعِيدَ إلا حَبْلُ مِشْنَقَتِي
لا تَغْضَبي أَنْ سَكنْتُ الأيْكَ بي وَجعٌ
أرْتاحُ جدًّا إذا ما الطَّيْرُ زَقْزَقَتِ
فَدَلِّلِيني قَليلًا إنَّني رَجُلٌ
أَنْسى سَرِيعًا إذا تمَّتْ ملاطَفَتِي
تَبْقَيْنَ مَهْمَا مَضَى حَوْلايَ مُرْضِعتِي
تَبْقيْنَ مَهمَا اشْتَكَتْ عيْناكِ سَامِرَتِي
غَطِّي ضَحَايَا الهوى فالشَّوقُ برَّدَهُمْ
لِحُسْنِ حظِّي أنَاْ أَمْشِي بِمِجْمَرَتِي
الشاعر : عبدالله محمد درامي
٢٣/شعبان/١٤٤٢ه-١٧/أبريل/٢٠٢٠م
#بماكو/مالي