إعلان

عن الولية الصالحة العالمة عائشة بنت المختار بن حامدن

جمعة, 06/19/2020 - 13:33

 

ترجمة والدتنا الولية الصالحة العالمة عائشة بنت المختار بن حامدن رحمها الله تعالى

(الحلقة الثالثة)

... فذهبوا إليها فلما أتوها عانقتها عائشة وحادثتها ثم سألتها عن بعض ما تجد من أمور الصالحين، فأعرضت عن الجواب أولا، ثم قالت: مما رأيت امرأة نورانية قادمة من هذه الجهة من أمرها كيت و كيت دخلت علي وعانقتني ففهمت عائشة أنها تقصدها فسكتت..

ومن كراماتها أنها كانت في البيت وليس معها أحد يطبخ لها طعام الغداء فدعت حفيدا لها صغيرًا فأوقد لها على القدر، وأنفت من أن تكثر عليه الاستدعاءات حتى لا تثقل عليه، وكانت متعبة وتحب أن تتفرغ لكتبها فكوشفت بما في القدر فأصبحت ترى ما في داخلها والقدر مغطاة وتتابع حالة غليانها ومستوى مائها دون أن تحتاج إلى القيام إليها وكشف غطائها حتى وصلت إلى المستوى المناسب لصب المعكرونة، فاستدعت الغلام فقرب لها القدر فصبتها فيها وردتها للنار حتى نضجت..

ومنها ما أخبرتني به ابنتها ابتهاج أن والدتنا عائشة عانت خلال إحدى فترات إقامتهم بالمدينة المنورة من الشقيقة فوصف لها بعضهم ثمر "الكارور" المنقوع في اللبن، ينقع في النهار ويشرب في الليل، فكانت تأخذ في الصباح ثمرة أو أكثر من "الكارور" فتضعه في إناء وتصب عليه اللبن، وتضعه في أسفل الثلاجة إلى الليل، وفي أحد الأيام لم تجد ما تشتري به اللبن فوضعت "الكارور" في الماء ووضعته في الثلاجة لاستعماله ولو بدون لبن، فلما صلوا المغرب جاءتها نسوة يدرسن عليها، وأهدت لها إحداهن بعض الفلوس، فلما انتهى الدرس بعد صلاة العشاء استدعت ابنتها ابتهاج لتشتري لها لبنًا تضيفه إلى "الكارور" المنقوع في الماء، وأمرت إحدى حفيداتها بأن تأتيها بالإناء الذي يحتوي على الماء و"الكارور" فلما جاءتها به ورفعت غطاءه وجدت الماء الذي كان فيه قد انقلب إلى لبن، فتذوقته هي وبنتاها ابتهاج ومريم فما عرفن من أي أصناف اللبن هو؟

ومنها ما أخبرني به حفيدها المامون من أنه لقي قريبة له اسمها امنها بنت محمودن، فقالت له: إني أسمع بعائشة وما تقوم به من نصرة النبي صلى الله عليه وسلم ومدحه، وأنا أحب أن ألقاها فأنا محبة للنبي صلى الله عليه وسلم ونصرته، وأحب أن تسهل لي ذلك اللقاء، ثم إنها اتصلت عليه من الغد في الهاتف فقالت له: إن رأيت البارحة في المنام كأني بالتاگلالت وإذا بامرأة قادمة من جهة كثبان مرتفعة فاستقبلها الناس، وهي تقول: أنا جئت أبحث عن محبي النبي صلى الله عليه وسلم، قالت امنها بنت محمودن: فقلت لامرأة بجنبي: من هذه؟ فقالت لي: هذه عائشة بنت التاه، فقلت لها: لا هذه عائشة بنت المختار بن حامدن، فقالت لي: المختار بن حامدن لقبه التاه، ثم استيقظت، فسألت المامون: هل صحيح: أن المختار بن حامدن يلقب بالتاه؟ فقال لها: نعم. قال المأمون: ثم اتصلت بعائشة هاتفيا وأنا أنوي أن أخبرها برؤيا امنها فأخبرتني بأنها تعاني من فخذ لها تؤلمها أصبحت وهي لا تستطيع القيام معها مع أنها نامت وهي سليمة، فلمًا قصصت عليها الرؤيا قالت لي: صحيح لقد أتعبني السير على تلك الكثبان، فمثل هذه المرائي عندما تقع بي أصبح متعبة أو مريضة بسببها طيلة يوم أو أيام.

وأخبرني كذلك أنه كان يسوق بها السيارة السنة الماضية فهاتفتها امرأة ممن يحضرن دروسها بمحظرتها فقالت لها: إني كنت مصابة منذ فترة بمرض صدر شديد، ورأيتك البارحة في المنام فوضعت يدك عليه فأصبحت وكأن لم يكن بي شيء.

ومن كراماتها التي أعرفها تقصها علينا أنها وهي مولودة في الأربعين احتاج والداها ليلة للإضاءة لأمر ما فأضاء لهم جسدها هي المكان والجو من حولهم حتى رأوا ما كانوا يريدون أن يروا فوضعت والدتها مريم بنت أحمد البشير يدها عليها فانطفأ الضوء فقال لها والدها المختار بن حامدن: لو لم تضعي يدك عليها لبقيت مضيئة إلى الأبد..

أما العلم فكان هو شغلها الشاغل منذ نعومة أظفارها تعلما وتعليما وتأليفا ومحاضرات.. فقد درست القرءان الكريم على لالة البوصادية، ثم على فاطمة بنت سيديا، وعائشة بنت اختيره من أولاد أشفغ حيبلل، كما درست الغزوات على فاطمة بنت جد امو في إطار.

ودرست الأخضري و قرة الأبصار على العالمة النجاح بنت الددو والدة العلامة محمد سالم ولد عدود، واستفادت من زوجها العلامة محمد عالي ولد عدود دروسًا في الفقه، ومن ابنه العلامة محمد سالم. كما درست على العلامة الطبيب أوفى بن الشيخ محمد بن أوفى.

وأعادت قراءة القرآن على الشيخ محمد بن أحمد الصغير التيشيتي الملقب بو عسريه، ودرست التجويد برواية ورش دراسة تحقيق علي أنا بعد عودتي من محظرة أهل داداه، وأخذت بعض الدروس عن الشيخ الدكتور الصوفي بن محمد الأمين في المدينة المنورة، كما تلقت دروسًا في مدرسة التحفيظ بمكة المكرمة.

وأخذت كثيرا من العلم عن أخيها محمدن بن المختار بن حامدن، واستفادت من مؤلفات ابني عمها العلامة محنض بابه بن امين و أخيه العلامة القاضي عبد الله بن امين..

أما مؤلفاتها فمنها:

فضل القرآن الكريم و أهميته

نقلة في التجويد على رواية الإمام ورش

الدعاء الاسنى باسماء الله الحسنى مع شرح بعض الاسماء

تحقيق العبودية

الأنوار الإيمانيه

الصلاة على النبي الأسنى بأسماء الله الحسنى

النور الساطع في الصلاة على البدر اللامع

البهجة السنيه في الصلاة على خير البرية

الأنوار البهية في الصلاة على خير البرية

مصباح الظلام في سيرة سيد الأنام

هل تعرف نبيك صلى الله عليه وسلم

الصفة المشرفة

بيت النبوءة

محبة النبي صلى الله عليه وسلم كنز

محبة آل البيت

الزوجات و السرايا

سيدة نساء العالمين

سيدا شباب اهل الجنة

الخليفة الرابع

ارشاد من له أذن واعية...إلى آخرها.

وكان أول ما ألفت في شأنه أوائل الثمانينات لبس الرقيق الذي كان متفشيا بين النساء في ذلك العهد فألفت في ذلك رسالتها "حوار مع الصديقة هند"، ورسالتها "حوار بين الرقيق والغليظ" وحاضرت حوله ووعظت الكثيرات عنه في انواكشوط وانواذيبو، ومثل ذلك مناسبة لابن عمها الشاعر المختار بن محمدا بن محنض بابه بن اعبيد الذي قال فيها:

((قل للفتاة البضة الطائشه

جاش الهوى في نفسها الجائشه

ترغب في إطفاء ذاك اللظى

وهي في محيطه عائشه

لا تصحبي أهل الهوى واصحبي

في الله بنت حامدن عائشه

من ضيقت هامش أهل الهوى

في حين سلمى وسعت هامشه)).

فعقبت أنا على ذلك بقولي:

((واضحي كمثلها تقى إنها

ليست لمكر الله بالفالشه

غوث الأنام ملجأ المعتفي

ولم تكن عن العلا طائشه

كلا ولم تكن على أمرها

ترشي ولا ترشى ولا رائشه))

وعقب والدها المختار بن حامدن بقوله:

((يثني عليها كل من لم تكن

في نفسه طبيعة طائشه

وربما ترتع في عرضها

طائفة كالغنم النافشه

لا بارك الرحمن في لحمها

لناهش منه ولا ناهشه))

يتواصل