نيسان 1981
البيتُ عاد مُحمَّدا
والشعبُ أصبح سيّدا
والنارُ بعدكَ أُوقدتْ
واستبَّ مجلسُ من بدا
ودُمى التتارِ تساقطتْ
وسهامُهم طاشتْ سُدى
ذهب الذين تركتَهم
وبقيتَ سيفاً مُفردا
لا تبتئسْ يا لهفةَ الْ
نُدماء موعدُنا غدا
ولتُسقَطِ الكِسَفُ القوا
رِعُ بالحجارة والمُدى
حتى تُعَمَّد بالدما
أرضٌ وتُنشَر للنِّدا.
***
ربَّ الأباطحِ والذرى
ربَّ الخمائلِ والندى
اِقْبَلْ نزيفَ دمائنا
قُرَباً وحرّرْ ما غدا.
***
"نَيْسانُ" يا وهجَ السَّنا
وهوى الحَمامِ إذا شدا.
وأجل من وطأ الثرى
دربا وأشرفَ مبتدا
والنخلُ أرضعك الشها
مةَ والسماحةَ والندى
إني أراكَ على الربى
لهبا يخوِّض في المدى
وأحس نبضك في العرو
قِ كأنَّ بحرا مزبدا
وكأنَّ سيفا مصلتا
وكأنَّ مهرا أجردا
وكأنما عرب الحم
يستبشرون بأحمدا
***
غنِّ المحبة يا فتى
فالعاشقون لك الفدا
واشربْ بمنغدقٍ الحيا
كأسا مذهبة الردا
من كف أغيد خده
بدم الحياءِ توردا
صلَّ الشكيمُ من الظما
واندق نصلك مغمدا
آهٍ من الفسرِ المؤبـ
ـدِ من متاهات الصدى
ألفٌ من السنواتِ سرْ
ناها وما انقطع الحدا
البحرُ خلف ظهوركم
وأمامكمْ جيش العدى
فبكل حصنٍ وقعةٌ
ولكلِّ قافلةٍ مدى
ولكل يوم قصةٌ
تحدو الزمانَ المنشدا
يا عبة الغزواتِ كمْ
في الأفقِ من برقٍ بدا؟
غنِّ المحبة يا فتى
فالعاشقون لك الفدا
النسا أهل زمانهمْ
ولكل قومٍ منتدى
وإذا سألت لدى القبو
ر فلن تنال سوى الصدى
من كان ضل بهيكلٍ
فالبعثُ أشرق للهدى
أفٍّ لكل مصعرٍ
للناس خدًّا أربدا
الأرضُ للفقراء لا
للمُستبدِّ بها يدا
ولمن يوحدُ ربها
ويكدُّ إن نضب الجدى
ألكم قطافُ ثمارها
ولمن سعى ضب الكدى؟!
***
رب الأباطحِ والذرى
رب الخمائل والندى
إقبلْ نزيف دمائنا
قربا وحررنا غدا
يا صاحبيَّ قفا بنا
نقر السلامَ الفرقدا
وندق باب العاشقيـ
ــنَ فإنه لن يوصدا
قولا لمحتقبي الرما
لِ إلى المضاربِ عسجدا
للزاحفينَ على العرا
ئش كالجرادِ إذا غدا
إنيِّ أنا العربيُّ ير
فض أن يعيشَ مقيدا
هيا ازرعوا جسد الثرى
بالحقدِ وامتشقوا الردى
ولترشفوا لجج المحيـ
ـط فإنهُ لن ينفدا
فلسوف أعلو من علا
وأردُّ كيدَ من اعتدى
وسيكبرُ الأطفالُ في
وطني وينتصرُ الفدا.
___
قصائد أخرى للشاعر: