صدر عن بيت الشعر في دائرة الثقافة بالشارقة العدد 26 من مجلة "القوافي" الشهرية؛ وجاءت افتتاحية المجلة تحت عنوان " القصيدة العربية بتأويلات معاصرة ورؤى تأملية "، وفيها: للشعر العربي خصوصيته التي تعبر عن أنسجته الوراثية، وانسياب معانيه ووحدة قوافيه، ونماذجه الباهرة التي شكلت معالمه عبر التاريخ، فالتجربة الشعرية لدى العرب شملت كل نواحي الحياة، واستطاعت أن تعبّر عن المنظور الفطري الذي حدد الميل إلى الشعر، فوظّف البيئة الطبيعية في موضوعاته، وهو ما منح القصيدة العربية فرادتها التاريخية، فعبّرت عن الثقافات في مختلف العصور، وأبرزت تحولاتها التاريخية، وفق منظور الشعراء بوعي وحرية منقطعي النظير، ما أتاح للدارسين أن يلقوا نظرة عميقة على مختلف جوانب هذه الشعرية الملهمة التي لم تنطفئ جذوتها في الزمان والمكان، بل أدّى تنوع الأنماط الشعرية إلى البحث في جذور الخطاب الشعري العربي، ومن ثمّ الإحاطة بإشكاليات الصورة الشعرية، وصياغة الأنماط الإبداعية ونمط تفكير الشعراء.
إطلالة العدد حملت عنوان الغموض ومستويات متعددة لشعرية واحدة .
في باب "مسارات" تتبع الإعلامي حمدي الهادي موضوع «الأعمال الشعرية الكاملة» للشعراء.
وتضمن العدد لقاء مع الشاعر السوداني أسامة تاج السر، وحاورته الإعلامية نهلة المجذوب، ولقاء مع الدكتور نائل حنون، وحاوره الشاعر الإعلامي عبدالرزاق الربيعي.
واستطلع الشاعر نزار أبوناصر الآراء حول الجوائزالشعرية.. وهل هي مقياس للشاعرية أم محفز على الإبداع؟.
في باب "مدن القصيدة" كتب الشاعر حسن المطروشي عن "صحار.. ترنيمة الشعر والبحر".
في باب "أجنحة" حاور الإعلامي عمر أبو الهيجاء الشاعرة اللبنانية أسيل سقلاوي.
وتنوعت فقرات "أصداء المعاني" بين حدث وقصيدة، ومن دعابات الشعراء، وقالوا في، وكتبها الإعلامي فواز الشعار.
في باب مقال كتب الشاعر أحمد عنتر مصطفى عن "نصوص تكتب خلودها بالصورة والمعنى"، وكتبت الشاعرة الدكتورة حنين عمر عن "التداوي بالشعر".
في باب "عصور" كتبت الباحثة لامعة العقربي عن الشاعر قيس بن الملوح.
وفي باب "نقد" كتب الشاعر عبدالعزيز الهمامي عن الريح في النص الشعري.
وفي باب "تأويلات" قرأ الباحث عيسى الصيادي عن قصيدة "لهفة الشهدا" للشاعر علي مي، وقرأ الدكتور محمد صلاح زيد قصيدة "بعيدون جداً" للشاعر السعودي حسن عبده صميلي.
في باب "استراحة الكتب" تناول الإعلامي شمس الدين العوني ديوان "ذاكرة الطير" للشاعرة جميلة الماجري.
وفي باب "الجانب الآخر" تناولت الباحثة موج يوسف موضوع "المهندسون الشعراء".
وزخر العدد بمجموعة مختارة من القصائد التي تطرقت إلى مواضيع شعرية شتى.
واختتم العدد بحديث الشعر لمدير التحرير الشاعر محمد البريكي بعنوان: " الشعر يقول لغة أخرى" وجاء فيه:
خفيفٌ هذا الشاعر الذي ينبض قلبه بالمحبة للعالم، وجميلٌ قلب الشاعر، لأنه لا يدّخر الخداع، فهو صوت الحكمة وصوت البشر في الأفق البعيد، وقد عَبَر الشاعر دروباً كثيرةً في الحياة وهو يحمل خيط الشعر في يده بذاكرةٍ ممتلئةٍ بالرحمة والخير والأمل، فالشاعر يهدي للعالم وردة، ويجلس على كرسيّ مذهب من خلاصة الشعر والموسيقى، ويقول للناس انتخبوني طائر الكلام الوحيد، فاللاجدوى لا تفيد الشاعر، لأنه مسؤول عن تجميل الصباح بالكلمات المدهشة، ومسؤول عن تلوين المساء بعباراتٍ تخفق لها القلوب.