إسطنبول- يشارك أكثر من 100 شاعر وأديب وفنان في مهرجان الشعر العربي الذي ينعقد في دورته الرابعة بمدينة إسطنبول التركية بين الـ18 والـ24 من يونيو/حزيران الجاري.
ويمثل المهرجان الذي تنظمه الجمعية الدولية للشعراء العرب وتحتضنه كلية "الإلهيات" في جامعة مرمرة محاولة للاستفادة من الوجود العربي الكبير للشعراء والأدباء هناك في تطوير الحالة الفنية والأدبية العربية.
ومن بين المشاركين في المهرجان الشاعر والأديب الأردني أيمن العتوم والأديب والروائي الفلسطيني أدهم شرقاوي والباحث المصري في شؤون الأديان والمذاهب الدكتور عبد الله رشدي وغيرهم من الشعراء والأدباء والفنانين من سوريا والجزائر واليمن وقطر والسودان وكذلك تركيا والكويت وعمان ومصر وفلسطين وتونس وأيضا ليبيا والعراق والمغرب ولبنان والسنغال.
استئناف المسيرة
وكانت النسخة الأولى من مهرجان الشعر العربي قد انطلقت في عام 2018 واستمر انعقاده تواليا حتى النسخة الرابعة الحالية التي تمتد على 4 أيام يحمل كل يوم منها اسم أحد الراحلين من أعلام الشعر والأدب العربي.
حمل اليوم الأول من المهرجان اسم الشاعر السوري محمد كرزون الذي توفي الأسبوع الماضي والثاني حمل اسم الراحل طه الفندي من الأردن، فيما يحمل يوم المهرجان الثالث اسم الشاعر الشهيد عبد الرحمن سراج من اليمن وسيكون الختام تحت اسم الشاعر الموريتاني الراحل ولد بن الأعمش.
ويشير منظمو المهرجان إلى اهتمام النسخة الحالية بالخصوص بتوسيع هامش المشاركات لتشمل الندوات النقدية والأدبية والثقافية وجلسات تكريم للطلبة الأوائل والمتفوقين بالجامعات ولمبادرات نسائية وشبابية ناجحة، الأمر الذي ميز هذه الدورة عن سابقاتها التي كانت تركز على الشعراء وعرض نتاجهم الشعري.
الحاضنة الأدبية
ويصف الدكتور أنس الدغيم رئيس الجمعية الدولية للشعراء العرب ومدير المهرجان الحضور بــ"المتميز واللافت المبهر" ويقول إن حضور المثقفين والمفكرين والنقاد والأدباء والشعراء والقصاصين والروائيين من 14 دولة عربية زاد من عزم الجمعية على مواصلة السير على طريق تجميع الطاقات الأدبية العربية عبر مهرجانات أكثر تمثل محطات في طريق بناء عقد ناظم للشعراء العرب في بلادهم وفي منافيهم.
الشاعر أنس الدغيم رئيس الجمعية الدولية للشعراء العرب ومدير مهرجان الشعر العربي الرابع (الجزيرة)
وكشف الدغيم -وهو سوري مقيم في تركيا- خلال حديثه لمراسل الجزيرة نت النقاب عن اتجاه متنام بين الأدباء لإطلاق الجمعية الدولية لأدباء العرب، مشيرا إلى أن وجود العدد الأكبر من مؤسسي الجمعية الدولية للشعراء العرب في تركيا وتحديدا في إسطنبول قد حوّلها إلى بيئة حاضنة للفعل الفني والثقافي العربي.
كما أشار إلى أهمية المساحة التي تمنحها تركيا للمثقفين والأدباء العرب لممارسة أنشطتهم وترحيبها بالقاصي والداني من الشعراء العرب الراغبين بالحضور والمشاركة في هذه المهرجانات.
أما الفنان والمغني السوري مالك النور الذي يشارك للمرة الثانية في المهرجان فيرى أن هناك مقومات مهمة للنهضة الأدبية العربية في تركيا التي باتت تجمع مزيجا من الأدباء والمثقفين العرب من جنسيات عربية مختلفة.
ويقول للجزيرة نت إن هؤلاء جميعا متفقون على هدف واحد هو النهوض بالمستوى الثقافي والأدبي، الأمر الذي يسهم بشكل كبير في رفع المستوى الثقافي والأدبي لدى الجمهور العربي ولدى أبناء الجالية العربية الكبيرة في تركيا.
مساع وعقبات
من جهته، يشير خالد المحيميد المدير الإداري للجمعية الدولية للشعراء العرب والمدير الفني لمهرجان الشعر العربي الرابع، إلى أهمية الجهود التي تبذلها الجمعية في إيصال صوتها للجهات التركية لدعم مشاريع الأدب والثقافة العربية، باعتبارها جسورا للتواصل بين العرب والمهتمين باللغة العربية في تركيا مثل كلية الإلهيات في جامعة مرمرة.
ويقول المحيميد للجزيرة نت إن الجمعية الدولية قائمة على جهود الشباب العرب الذين يبذلون كل جهدهم لإحياء الاهتمام بالثقافة والأدب العربيين، مؤكدا أن الجمعية تعمل على مد أواصر الشراكة مع كافة من يستطيع المشاركة.
غير أن هذه المساعي تصطدم بكثير من العقبات التي تقف في مقدمتها العقبات المالية وتوفير موازنات إقامة الأنشطة الثقافية، وفقا لما يؤكد المحيميد الذي يرى أن هذه العوائق تكبل كل مشروع وتزيد من إلقاء الأعباء عليه.
واستضافت إسطنبول في الأعوام الأخيرة العديد من فعاليات الثقافة العربية بينها مهرجانات شعرية وندوات أدبية وفكرية ومعارض للكتاب العربي.
المصدر : الجزيرة