اليوم... الذكرى 114 لاستشهاد بطل المقاومة أحمد ولد محمد عبد الرحمن ولد المبارك ولد يمين

سبت, 04/29/2023 - 03:32

بسم الله الرحمن الرحيم 
وأصلي واسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
        (( في مثل هذا اليوم))
من تاريخ أبناء مقاطعة واد الناقة

وأعلام لبيرات: 

مجال (الشجاعة والبطولة والجهاد) 

يصادف هذا اليوم: 28 إبريل ذكرى مرور 114سنة على استشهاد بطل المقاومة الوطنية الشهيد أحمد ولد محمد عبد الرحمن ولد المبارك ولد يمين القنوني  في معركة "اغسرمت" التي  دارت رحاها على بعد 50 كلم شرقي مدينة اكجوجت سنة 1909 م الموافق ليلة 7 من ربيع الثاني 1327 هجريةظن وذلك عندما هاجم رجال المقاومة الوطنية بشجاعة منقطعة النظير جيش الإحتلال الفرنسي في آخر الليل، وتجاوز أحمد ولد المبارك بحيويته وشجاعته حظيرة الحامية وجميع دوائر حراسة القائد الفرنسي النقيب باب لون ليذيقه كأس الردى وليرسم بدمائه الزكية الشريفة لوحة من أروع لوحات التضحية والجهاد والشجاعة بعدما قتل أشرس قواد الحملات الإستعمارية الفرسية في غرب إفريقيا النقيب باب لون وبعض حراسه.
ويحق للمقاومة الوطنية أن تفخر بأنها  قتلت في معاركها الخالدة ثلاثة من أشرس قواد الحملات الإستعمارية كانت فرنسا تعتز بشراستهم وبطشهم بالشعوب الإفريقية وهم على التوالي:
1)النقيب مانجان: قتل في معركة المينان يوم14 جمادى الأولى 1326هج الموافق 13 يونيو 1908م.
2) الرايد جيرهارد: قتل على أبواب مدينة السمارة سنة 1331 هج الموافق 1913 م.
3) النقيب باب لون: قتل على يد الشهيد أحمد ولد محمد عبد الرحمن ولد المبارك ولد يمين فجر يوم  7 ربيع الثاني 1327هج الموافق يوم 28 إبريل 1909م في معركة غسرمت  شرقي مدينة اكجوجت بقيادة الشيخ حسنا ولد الشيخ ماء العنين، وكان الشهيد أحمد ولد المبارك قد شارك في العديد من المعارك قبل ذلك وجرح في معركة النيملان الشهيرة.
وكانت فرقة شباب المقاومة الوطنية المتنقلة  بقيادة أحمد ولد المبارك ورفيقه سيد محمد ولد محمد محمود الجكنني قد أسندت إليها مهمة قطع مواصلات العدو وامداده والهجمات السريعة ونصب كمين لكل فرقة فرنسية تتقدم نحو غرب البلاد وشمالها، وقد حققت في ذلك انتصارات لا زالت آلامها تؤرق المستعمر الفرنسي، وقد طلب الشيخ حسن ولد الشيخ ما العينين من هذه الفرقة المشاركة معه في معركة غسرمت فالتحقت بالمجاهدين قبل يومين من المعركة التي يصفها افرير جان في مذكراته بالشرسة والتي قتل فيها أكثر من خمسين من الفرنسيين وأعوانهم واستشهد فيها 12 من أبطال المقاومة الوطنية من بينهم  الشابان: سيد محمد ولد محمد محمود الجكني وأحمد ولد محمد عبد الرحمن ولد المبارك ولد يمين القنوني الذي وصف شجاعته وإقدامه الشيخ النعمه ولد الشيخ ماء العينين في كتابه الابحر المعينية، وصور وثبته على الضابط الفرنسي امير الشعراء محمد ولد الطالب وغيره من الأدباء في إحدى الندوات الثقافية المنظمة تحت إشراف وزارة الثقافة تكريما للشهيد أحمد ولد محمد عبد الرحمن ولد المبارك ولد يمين، قال فيها أمير الشعراء :

أيا وثبة الليث دون العرين
     وياغرة المجد فوق الجبين 
ويا مخبر الدهر عن عزمه
    شجون الطريق وكيد الكمين
أأحمد عذر القصيد فما
    ترد الحروف الشجى المتدين
وإن هوى الأرض اثقالها
     و عز  البنات  وفخر البنين 
أراد الشهادة يوم الوغى
    وخاض بحور اللظى والمنون
فكم من نزال وثبت له
     دخلت  به كل حصن حصين
 إلى أخرقصيدته الرائعة
لقد خاض الشهيد أحمد ولد محمد عبد الرحمن ولد المبارك ولد يمين أكثر من ست معارك من معارك المقاومة المسلحة جُرح في بعضها واستشهد في آخرها في مثل هذا اليوم من سنة 1909 م.
 لقد كان القائد العام لتنظيم المقاومة المسلحة ضد الإحتلال الفرنسي: الشيخ ماء العينين يسأل بعد كل معركة وهجوم عن سلامة المجاهدين عامة وعن سلامة أحمد نجل العلامة محمد عبد الرحمن ولد المبارك خاصة ، فقد كانت له مكانة خاصة عنده علاوة على الروابط الكثيرة التي تربطه مع والده العلامة محمد عبد الرحمن ولد المبارك وما له من مصاهرته ومحبته.
   ولقد ذكر الشيخ النعمه ولد الشيخ ماء العينين في كتابه : (الأبحر المعينية) عن الشهيد أحمد ولد محمد عبد الرحمن ولد المبارك ولد يمين من البطالة والشجاعة والإقدام والأدب والفتوة والشهامة ما يحق لمنطقة لبيرات والشعب الموريتاني الفخر به وأن يفخر به كل حر أبى يرفض الذلة والتبعية والخضوع، 
فلا نامت أعين الجبناء.... 

 

 

بقلم : الشيخ أحمد ولد المبارك ولد يمين كان الله له وليا ومعينا.