نظّم بيت الشعر نواكشوط مساء اليوم الخميس 11 يناير كانون الثاني 2024، أمسية شعرية ضمن سلسلة "تراتيل الأصيل" التي تهدف إلى استقطاب المبدعين من مختلف التجارب الشعرية والكشف عن الإبداعات الكامنة بغية إثراء الساحة الثقافية وتسليط الضوء على المواهب الأدبية، وقد استضافت التراتيل الشاعرين محمدّن إسلمو، وإبراهيم عمر داود، واستحضرت الأمسية أهمية القضايا الوطنية والإنسانية الكبرى وعلى رأسها قضية فلسطين.
وقد اعتلى المنصّة أوّلا الشاعر محمدن إسلمو من مواليد 1984، وهو شاعر وكاتب صحفيّ ذو اهتمام إعلاميّ كبير، خرّيج المدرسة الوطنية للصحافة والإدارة عام 2014، يكتب الشعر الشعبي إضافة إلى الفصيح، صاحب نزعة صوفيّة عالية، حاصل على جائزتي مدائن التراث 2021، وقناة البرلمانية 2022 بالمركز الأول، ويعمل حاليا مترجما إخباريّا باللغة الإنجلزية في الوكالة الموريتانية للأنباء.
وقد ألقى عدة نصوص شعرية من ضمنها نصه المديحيّ الموسوم ب"المجد" الذي جاء فيه:
وعدتم فأنجزتم ووعدكم المجدُ ولولاكمُ للمجد لم يصدق الوعدُ
ولولاكمُ لم تُرع للقدس حرمة ولم يرُع للأقصى ذمام ولا عهد
كفاكم فخارا ما بلغتم من العدى وأنَّــكمُ لله في غزةَ الجندُ
إذا فاز ذو لُبٍّ بقصد فإنه لغير لبيب أن يخيب له قصدُ
تمنّى الزمانُ العزمَ فيكم لصرفه وسارت لكم أيامه بهجة تشدُو
فحظكمُ نصر وحربكمُ لظى وسهمكمُ برقٌ ووقعكمُ رعدُ
فيما اعتلى المنصّة ثانيا الشاعر إبراهيم عمر داود
من مواليد 2001 بمدينة انواذيبو، حاصل على البكالوريوس في الآداب الأصلية، ثم الليصانص في الفقه و أصوله من المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، ذو اهتمام واسع بالعلوم الدينية، يكتب الشعر بالفصحى على الطريقة الحداثية شكلا ومضمونا.
وقد تلا على الجمهور قصيدته المعنونة ب" تعريف" التي ورد فيها:
أنا من سماء فيَّ :
ما يُوحى إليّْ!
و النزف آخر سورة نزلت عليّْ!
أنا لستُ أملك غير أحلامي
فإن وُئِدت على رُغمي..
فما يبقى لديْ؟
عَقدانِ لم أقنص من الآمال غير سرابها ،
و غزالة الشعر الفتِيْ
و غريميَ الإخفاق ..
و هْو سحابة معشوقة.!
.. لولاه ما طعمٌ بفيْ!
أنا بالخواء العاطفيِّ
معبَّأ! ... أحتاج سكراً
من جنون أنثويْ
نفد الكلام بجعبتي ..
لمَّا أجد .. للإحتراق
مربّتا يحنو عليْ
وقد حضر الأمسية جمهور نوعي من ال لشعراء والمثقفين والكتاب والباحثين الجامعيّين وعشّاق القصيدة والأدب.