من خلال تنظيم بيت الشعر بنواكشوط لقاء أدبيا مع شخصي المتواضع بين جهابذة من الشعراء والأدباء
والمثقفين الموريتانيين أقول: يوم تاريخي بكل المقاييس سيبقى عالقا في صفحات قلبي ما دمت حيا.
و أتمنى أن تكون زيارتي هناك جهودا مستمرة مع جميع شعراء السنغاليين في جميع مستويات العمر كما عبر لي عدة من رئيس منتديات أدبية بذلك بما فيهم مدير بيت الشعر بنواكشوط
دكار في: 24/8/2017
حينما جرى بي نهر الشوق من عاصمة السنغال إلى عاصمة موريتانيا مهبط الشعر والوحي البشري النابض من أقصى الشرايين إلى أدناها "أرض المليون شاعر"، أرض معطرة بمسك الحب وعنبر الضيافة والرحب الممتد والبشاشة المتقدة في القلوب قبل الشفاه، فاجئوني بلطفهم الكبير وحنانهم المكتظ عميق الجذور.
هؤلاء معروفون عبر التاريخ ويشهد لهم القاصي والداني بحب الشعر وأهله ويمشي الشاعر بينهم كأنه نبي مرسل أمام أصحابه وحواريه لشدة احترامهم وتقديرهم له.
لقد ذهبت إلى موريتانيا عدة مرات في مناسبات شتى لكن وصولي في هذه المرة أدهشتني روعة الموقف ونضارته لأنه كان موريتانيا لكن بنكهة مختلفة مترامية في البعد ولا يفوتني أن أزف أحلى تعابير الشكر والتقدير للروائي والشاعر الكبير المختار السالم الذي كان سببا رئيسيا وواسطة العقد في سفري الأخير إلى موريتانيا تلك الأرض الطيبة.
وذلك عندما أجرى اتصالا هاتفيا مع مدير بيت الشعر بنواكشوط والمشرف الثقافي للبيت ليخبرهما أنه اكتشف شاعرا شابا يستحق العناية من قبل البيت لأنه يكتب شعرا أكبر من سنه - و أذكر أنني أرسلت له قصيدتين لي بعد تعرفي إليه مباشرة ليقرأهما بعين الشاعر بحجمه وقامته الممتدة فبعث لي رسالة بعد القراءة "يا محمد أنت شاعر كبير" وتلك شهادة كبرى بالنسبة لي سأظل أمتن لها لأن الكلمة صدرت من كبير ليس كباقي القامات الأدبية.
وبعد ذلك بقليل اتصل بي وأخبرني أنه سيتم تنظيم أمسية شعرية في عاصمة موريتانيا خاصة بي احتفاء بموهبتي الشعرية ففرحت كثيرا كما دشن الفرح في قلوب جميع السنغاليين المتعاطين مع الشعر والحرف الجميل وليس السنغاليين فقط بل كل الشعراء والأدباء في القارة السمراء.
ولقد وصلت إلى موريتانيا وقد عبدوا الطريق محبة وأفرشوا فيه ورود الحب والعطر و الجمال. يقول لي كل واحد منهم يوميا قل لنا جميع ما تحتاج فنحن دوما رهن إشارتك يا محمد.
وهكذا قد مرت الأمسية على أحسن ما يرام بحضور مجموعة كبيرة من الشعراء المتميزين من كافة أطراف البلاد على جميع مستويات العمر وتفاعلوا مع قصائدي تفاعلا جميلا رفيع المستوى وقد أضفت على تجربتي الشعرية نفسا جديدا وانطلاقا مختلفا لم يكن ليحصل لولا تلك المناسبة الجميلة التي أرخت نفسها في نفوس السنغاليين، ولا يسعني إلا أن أقدم أصدق تعابير الشكر والعرفان بالجميل لمدير بيت الشعر بنواكشوط الأستاذ الناقد والشاعر : د/عبد الله السيد حفظه الله، فقد أحاطني بجميع أصناف الترحيب والتكريم طيلة مكثي هناك حيث استضافني في منزله الشخصي وكان يجلس بجانبي ساعات عدة طيلة الأيام رغم اشتغالاته والتزاماته الممتدة.. فله من الله ما يستحق من أجر وجزاء وتقدير.
فبالطبع سيعجز القلم عن ترجمة عن كل ما يختلج في داخلي من الفرح المجنح تجاهه.
ولا أنسى في هذا الصدد المشرف الثقافي على بيت الشعر بنواكشوط الشاعر الكبير د/ محمد المحبوبي حفظه الله وكافة رواد بيت الشعر والساهرين لأجله.
وشكرا لأمير الشارقة سمو الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على تجربة بيوت الشعر فقد منح فرصة عظيمة لكل المتعاطين مع هذه اللغة الجميلة.
وشكرا لكل الحاضرين ولجميع الموريتانيين.
شكرا لكم جميعا وإن كان الشكر لا يكفي.