أرسلَ إليَّ الرفيقُ الغالي شاعر ثائر أبيَاتًا يخبرني فيهَا عزمَه على أن يرمِّلَ القصيدةَ وَيؤتمَ الشعر ؛ لِما رأى من تصرفاتِ أدعياءه اللاأخلاقيةِ، البعيدةِ كلَّ البعد عن مبادئِ الرسالة الأدبية الجليلةِ ، و ضمَّن الرسالةَ مايشبه الوصيةَ لي بأخذِ مكانِه وهو ما أعجز عنهُ ..فأجبته ؛ وإليكم " سجال الثورة "...!
شاعر ثائر:
أيَا مأمُونَنا لك مَا أفادا==جميل الذكرِ منك وما استزادا
تعلِّمنا قوَافيك القوَافي==وتسحرُ عبقريتُك العِبادا
وكان الشعرُ قبلك في النوادي==بياضَ العين إن فقد السوادا
قذفت البحرَ في وطني سحابا==وعدتَ بسابح غمرَ البلادا
وكان كخيلنا ضَبحا وقدحا==فكيفَ به وقد سبقَ الجيادا
تعلِّمنا مصائبنا القوافي==فنجعلُ سودَ أعيننا مدادا
أيا مَأموننا والشعرُ حتم==عليكَ وهجره قصدي اقتصادا
يزهدني رجالٌ في القوافي==تعلمني التملقَ والفسادا
وعلَّمني جميلُ الشعر أن المصائب فيه لا تأتي فرادى
الرد :
أَلاَ إنَّ القصيدةَ والفـُؤادَا
يَخِرَّان ارتعـاشًا أو يَكادَا//(نِ)
بِـحضرتكِ التي فَاضتْ مُسيقى
بِعـزفِ الروحِ...هيَّجتِ الجَمادَا
حَـللتَ مع الحقولِ وقلتَ: مدُّوا
سِلالَ القلبِ..واقتطِفوا الحَصادَا
عَـلى سَفرِ الحقيقةِ قد حَمـَلنا
مَشاعلَ ثورةِ الإنسانِ زادَا...!
بسطتَ لنَـا رمالَ الحرفِ نخطـوا
عَـليهَـا ...والرؤى كنَّ الجَـوادَا
وَ أفـرشتَ القوافي بالمعـاني
لِـنعبرُ هَـاته الأرضَ المهَـادَا ..
فَـإمَّا ثـورةٌ..أو ثـورةٌ...إنْ
يُراعي الشعرُ...في الحكم الحَيادَا ..
فــَكن مَـعنا فَـلا جبـلاً ستـأوي
إليهِ إذا فـمُ الطـوفـانِ نَـادى..
قـديمُ الحـكمِ ينسخــُه جــديدًا
وَ إنَّا سـوفَ نـشـعِلُــها جِــهادَا..