دفاع الحرف.. عن سيد الحرف / أدي آدب

سبت, 11/18/2017 - 01:14

في وجْهِ هذه الهجَمَات المَسْعُورة التي ما فتئتْ بعضُ الجِهات تحاولُ من خلالها المسَّ- عَبَثا – بالهالة القدسية التي تحيط بالصورة المُثْلَى لنبينا الكريم محمد عليه الصلوات والسلام، لا بد أنْ ندافع بالحَرْفِ عنْ سَيِّدِ الحَرْفِ، بل سيد الخَلْقِ.
فهناك لفتة تستحق التوقف، وهي أنه -عليه السلام-رغم صَرْفِه حُرّاَسَهُ المُسَلَّحِينَ بالسُّيوف، عندما أخبره اللهَ تعالى أنه عصَمَه من الناس، وكفَاهُ المُسْتَهْزِئينَ، فإنه كان يُشَجِّعُ حُرَّاسَه بالقَوَافِي، علَى المُضِيِّ قُدُمًا في المُنَافَحَةِ عن صُورَتِه وصُورَةِ الإسْلام، التي يُحاوِلُ كُفَّارُ ذلك الزمان أنْ يَنَالُوا منها بكَلِمَاتِهم اللعِينةِ، إيمانًا مِنْه بفاعلية الفنِّ، سلبا وإيجابا، في معركة "الفرقان" الأزلية بين الحق والباطل، بين الخير والشر، بين الجمال والقبح ..فهو "أفصح من نطق بالضاد ولا فخر"، ولذك كان يحفِّزُ شاعِرَه الأوَّلَ: حسَّان بن ثابت، بأنَّ روحَ القُدُسِ معه، حين يَمْتَشِقُ القوافي، في وجْه خُصوم الرسالة السامية، التي يريدون أنْ يُطُفِئُوا نُورَها بأفْوَاهِهِمْ "واللهُ مُتِم نُوره ولوْ كَرِهَ الكافِرونَ".
ونَحْنُ أحْفاد "شاعرِ الرسول" صلى الله عليه وسلم، لنْ يُباركَ روحُ القدُسِ كلماتِنا إنْ نكصتْ يوم المُنافَحَةِ عنْ جِنَابِه الطاهِرِ، أوْ تَقَوْقَعَتْ حوْلَ أغْراضِها المَألوفةـ التي تظلُّ- مَهْمَا كانتْ أهَمَّيتها- تافِهةً، بالمُقارنة مع قدسية الدفاع بالحرْفِ عن سيد الحَرْفِ، فإن للقوافي صلواتها:
لبَّـيْكَ.. داعِي الهُـدَى.. لبَّيْكَ.. هـــــا قَلَـمِي 
تَكـــــادُ تُـورقُ.. فِــي أحْشـــائِهِ.. كَـلِــمِي!
وَيَزْدَهِي الشِّعْرُ.. مِلْءَ الــرُّوحِ.. مُنْبَـجِسًا 
بِالحُبِّ.. مِلْءَ دَمِي.. بِالسِّحْر.. مِلْءَ فَـمِي!
صَلَّتْ عَلَيْكَ القَــوَافِي.. أنْتَ مَعْبــــــــدُهَا 
مَنْ زَفَّهَـا لَكَ.. سَــــاقَ الهَــدْيِ.. لِلْحَــرَمِ!
لِمَنْ - سِـــوَاكَ- يَنِزُّ المَدْحُ.. مِنْ كَبِــــدِي 
وَيَصْطَــفِي نَـايُ رُوحِي.. أعْذَبَ النَّــغَمِ؟!
وَتَصْعَدُ الكَلِـمَــــــاتُ.. الغُرُّ.. مُخْبِــــــتَةً 
كَيْمَا تُنَـاجِـيكَ ..طَـــهَ.. فِي المَدَى الحَرَمِ!
فَفِيكَ .. يَرْقَـى مَجَــازُ الشِّعْر.. ألْفَ سَمَا 
وَسِدْرَةُ المُنْتَـــهَى.. فِي الوَصْفِ.. لَمْ تُرَمِ!
عُـذْرًا.. فَمَا البُلغــــاءُ.. اللُّسْنُ.. بَـــــالِغَةً 
أمْـــداحُهُمْ فِيكَ .. طَـــهَ .. أخْمَصَ القَدَمِ!
******************************
رَفْرِفْ.. بِرُوحِكَ.. حَتَّى نَسْتَبِـــينَ هُـدًى 
مَـنْ ضَلَّ عَنْ نَهْجِكَ المُبْيَضِّ.. فَهْوَ عَمِ!
*****
تَبَّتْ يَدٌ.. حَاوَلَتْ تَشْويـهَ صُــــــورَةِ مَنْ 
قد كان في الأرْض.. مًعْنَى قيمةِ القِيَمِ!
طـهَ.. فـِداكَ أبِي.. أُمِّـي.. وَمُلْكُ يَـــــدِي 
فِـداكَ حَرْفِي.. دَمِي- حُبًّا- وَقَـلَّ دَمِــــي!