جلسة مغلقة
الإنجاز الوحيد الذي حققته في حياتي -إلى الآن- أنني لم أتقدم إلى فتاة و "يسگريني" أهلها، ولا أدري هل السبب في ذلك أنني لم أتقدم إلى فتاة قط!
ربما أقابل "نسيبتي" المحترمة بعد أعوام وأنا أحمل بين يديّ ملفا يتضمن أجوبة على كل أسئلة "لجنة مراقبة العرسان" المكونة من : أم العروس؛ وخالتيها؛ وجارتهن المتروشة؛ وكاتبة الضبط المكلفة بتسجيل كل ما يصلح للجف (مثلا أن حذائي من فئة "أترخ"؛ وقميصي تفوح منه رائحة افوكوجاي الزكية، وأن سروالي من حنتوش وقد رسم عليه الوسخ خريطة أمريكا اللاتينية، -صحيح أنني كنت أظن أن دراعتي ستستره لكن كاتبة الضبط لا يفوتها شيء!-)
*_* السؤال الأول : ما هي شهادتك؟
- أخرجت من محفظتي شهادة مهترئة من كلية الآداب كتب عليها : غير صالح للعير ولا للنفير؛ وكتب على جانبها الآخر : مشروع شاعر!
همستْ إحدى الخالتين : الشعرُ لا يوضع في المرجن!
قالت جارتهم المتروشة : مشكلة خريجي كلية الآداب أنهم "ألا الحسّْ" لا يتقنون غير الندوات والمظاهرات وفخامته غير راض عنهم وذلك عيب يرد به، ويبُور صاحبه في الحل والحرم!
*_* السؤال الثاني : لم أسمعهن يطرحنه لكنني من خلال نظراتهن إلي فهمته، لقد كن يتساءلن بينهن : ما رأيكن في ذاته؟ا،
كانت صديقتي "المِرآة" أخبرتني قبل شهرين أنني "طفل شين مع مرتبة الشرف"،
قالت كاتبة الضبط : ماذا أكتب عن ذاته بالضبط،
فهمست جارتهن المتروشة : اكتبي : يُنصح بغض البصر عن هذه الأشكال الهندسية!
فصاحت والدتها -وكانت ورِعة تقية- : أستغفر الله العظيم؛ الغيبة احرام!
*_* السؤال الثالث : مكان العمل وقدر الراتب؟
- جاء جوابي سريعا ومستخلطا : أعمل بين مدريد وتنسويلم!
قالت الخالة الصغرى -وكانت مثقفة قاتلها الله- :
أين بالضبط وفيم تعمل؟
- أعمل في الشركة الدولية MN للإيراد والتصدير والأعمال المنجمية ومكافحة التصحر،
- فردت بصوت غير متنسوي : لم أسمع ب MN من قبل!! اختصار ماذا؟ (قلت لكم إنها مثقفة عافانا الله وإياكم مما ابتلاها به)
- اختصار ل M مگاطيع N النعايل -ولا فخر-!
انطلقت ضحكة مدوية وشينة من الجارة المتروشة حتى تأكدت أن فمها لا يحوي "دروص لعقل"
*_* السؤال الرابع :
هل عندك سيارة؟
صمتَ جميع من في القاعة إلا نعلاي فقد انفجرت إحداهما بالضحك وانتحرت الثانية من هول الصدمة!
- أجبتُ في مكر ودهاء : نعم؛ سيارتي في البورصة! (طبعا ما دمت لم أشتر سيارة إلى الآن فهي في البورصة)
تهلل وجه نسيبتي الورعة التقية وابتسمت الخالة الكبرى،
لكن تلك الصغيرة المثقفة -أراح الله منها العباد والبلاد والبهائم والدواب- نظرتني بزر عينها، ففطحت قَوْرايتي وحككتُ رأسي حتى تطايرتْ منه الگشبه .. وليتني لم أحُكَّهْ!
رُفعتْ ورقة الأسئلة مرة أخرى،
كنت أظن أن السؤال الأخير سيكون هل تحبها؟
كان يتردد في ذهني أن أقول : إن اسمها حين يشرق في سماء القلب كأشعة الصباح الأولى يورق الشجر في فؤادي، وتتساقط أمطار الفرح من ديم البخت بين بروق الشوق ورعود الحنين، وتولد السعادة من رحم الذكريات، ويغني بلبل الهناء بلحن الأمل، وتعزف عصافير الغرام وحمائم العشق بناي الأصيل وقيثارة الصبا تالية آيات الصبح إذا تنفس!
لكن سؤالهن لم يكن كذلك!
بل جاء منبعثا من حنجرة الجارة المتروشة بنبرة بعيدة عن الرومانسية : (هل تفضل الخروج من باب الدار أو من باب گراج)
لم أفهم سؤالها بالضبط لكن لعلها تلمح لي إلى أن المسجد أقام صلاة العشاء،
هل يعقل أن تكون تلك الكهلة الشينة المتروشة تسگريني!!!
ياااااا لَثأرات كليب
دااامت بسمتكم