طَرْقٌ على الباب مَن بالضَّربِ أَضنَاهُ
فأخرجَ الصَّوتَ من ظَهْرٍ و أدناهُ
و ذلكَ الصوتُ خلفَ البابِ أعْرِفهُ
كمْ هَدْهَدَت أمَلاً في الرُّوحِ كفَّاهُ
ماذا يقول ألَم تُفصِحْ جوانبهُ
أنّ الذي قال ، قَبْلَ اليومِ قُلناهُ
يُعـــــايِدون بأعيـــــــــادٍ مُزيَّفةٍ
و أنتَ عيدُكَ بالأرواحِ مَسراهُ
طَوَيتَ كلَّ دُروبِ الأرض مُشتمِلا
حتى تُذكِّرني بالعِـــــــيدِ ، أوَّاهُ
سأَعزِفُ الآنَ مِن أَقلامِ مِحبَرَتِي
لَحْنًا على جَبهةِ الأزمانِ سِيماهُ
سأنزِع العُمْرَ من جِسمٍ و خاطرةٍ
لتَلبَسَ الخُلْدَ في عيني و تَلقَاهُ
إنِّي أُحِبُّكَ لم تُعْزَفْ على وَتَرٍ
و لا رَآها الهوَى يوما بدُنيـــاهُ
و لا تَمَلَّتْ بها الأشعارُ في وَطَنٍ
وهل لدَى الفَرْدِ في الأوطانِ أشْباهُ
يَسقون كُلَّ نباتِ حُبَّ ثَمْرتِهِ
و هل يُرادُ لغيرِ الزَّهرِ سُقياهُ
هذي يَمينُ الهوَى خُطَّتْ على قلمي
رغْمَ البِعادِ و قلبٍ سُدَّ مَجراهُ
أسْتوْدِعُ الله في دُنياكَ أورِدَتِي
فقد رَمَانِي النَّوَى ، ربَّاهُ رَبَّاهُ
إبراهيم الأندلسي