كذب الحروف... / شعر: إبراهيم الأندلسي

سبت, 11/02/2019 - 01:44

إبراهيم محمد أحمد (الأندلسي)

 

 

 

أنا لن أعيشَ كفاقدٍ مجنونِ
فلقد أَقمتُ مدافِعي وحُصوني

منذ الطفولة أنحني كمُلاعِبِ
للريحِ أرسمُ رحلتي بفنوني

كلُّ الزهورِ تورَّدت لقراءتي
لما كتبتُ مَلاحمي بعيوني

و أعدتُ تشكيلَ الحروفِ لأنها
بين الأكُفِّ رسالةُ المَغبونِ

ما كنتُ أحسبُ أنها بغبائها
ستكونُ ضِدَّ الشَّكلِ والمَضمونِ

ستبثُّ أسرارَ الصدورِ كأنها
بيتُ العداءِ لصاحبٍ مَسجونِ

كانت حروفُ الضاد تلثمُ أصبعي
وتُعيدُ رُوحَ الصوتِ في المَظنونِ

حتى حسبتُ حياتنا و عناقنا
رمزَ الخُلودِ لغافلٍ مَرهونِ

الآن تنتظرُ الحروفُ قلادتي
بالنثر و الأنغامِ و الموزونِ

ليتَ الحروفَ تعففت عن ظلمِها
فلكم يعيش الظلمُ في المفتونِ

قالت أحِبُّ فصدقتْ أقوالَها
أوتارُ هذا الوجهِ و المكنونِ

ما كلُّ حرفٍ قيلَ يَصدقُ نبضهُ
فلكَمْ يُثيرُ مدامعي بجفوني

ستُزيحُ أطرافَ الحروفِ أصابعي
فالبترُ بعضُ العدلِ في القانونِ

هذي الحروفُ تلاعبت بسعادتي
و تسلقت من جذعها لغصوني

لم تُبقِ في تلكَ الغُصونِ من الشذا
إلا دُعاءَ الجِنِّ للمَحزونِ