الإمام الشنقيطي رحمة الله عليه

جمعة, 12/25/2020 - 14:44

 عام 1300 هجرية وفد إلى "الأزهر" أحد "الشناقطة" ، نسبة إلى بلدة "شنقيط" بدولة "موريتانيا" ، و هو الشيخ "محمود التركزي" ليطالب بالإمامة في اللغة العربية ، لأنه يحفظ القاموس المحيط ل "الفيروز أبادي" ، و عندما أجلسوه للإختبار ، قاموا بتصحيح نسخهم الأزهرية على حفظه ، و قام أيضا بتصحيح كتاب "المخصص"   ل "ابن سيدة" ، و غيره من الكتب ، فلما انتهى من تصحيحاته ، رفض "محمد عبده" خروجه من مصر حتى يقوم بمراجعة نسخ أمهات الكتب في اللغة العربية بالأزهر ، و أجرى له مالا ..
و قد تحدث "طه حسين" عن الشيخ في كتاب "الأيام" بإسم "الشنقيطي" ..
و يذكر لنا التاريخ أيضا مقولة العلامة "ابن الحاج ابراهيم العلوي" ، عندما قال :  "إن علوم المذاهب الأربعة لو رمي بجميع مراجعها في البحر لـتـمـكـنت أنا و تلميذي الشيخ  "الديماني" من إعادتها ، دون زيادة  أو نقصان ، هو يحمل المتن و أنا أمسك الشروح"..
إن "الشناقطة" الذين نسخر من لفظهم و نقول "شنقيط" هم خزانة و ذخائر علوم المسلمين حتى الآن ، ففي تلك البلدة  لا يتم الولد 16 عام حتى يكون قد حفظ ألف بيت من كل بحور الشعر ، و ستة كتب من علوم اللغة و الآداب ، و عشر كتب من المتون الفقهية ، و شروحها ، و كتب الحديث ، و هذا هو الولد العادي ، و ليس الموهوب ، فإذا تحدثنا عن الموهوب فهو يحفظ الكتب الستة و متون المذاهب و خاصة المالكية و شروحها و كتب الآداب و القاموس المحيط و لسان العرب ، و تلك حوالي مائة مجلد ..
إن الموهبة التي حباها الله للشناقطة لا يوجد لها مثيل ، لا في زمان و لا في مكان ..
لقد حفظ الله بهم العلوم و الدين ، و جعلهم الله ذخائر دينه و كنوزه ، فرضي الله على كل "شنقيطي" بما حفظ في صدره من علوم المسلمين ... 
رضي الله عن أهل المغرب الإسلامي جميعا ...