حسنا..
لقد فتحتُ بوابةَ الأربعين؛ ولأكونَ صريحاً أكثرَ لقد فُتِحْتْ لي دون أن أدقَّ البابَ حتى!فتحَ البوابةَ لي مراهقٌ بقبَّعةٍ مائلةٍ عن جهة الأمام بزاوية حادة وتحتها عصابة بيضاء، تشبهُ قبعة فيفتي سنت في In Da Club، وجينز cutting ممزق فوق الركبة بقليل، وسماعات هاتف من النوع الثقيل…
خاطبني رمزاً؛و سلمني إلى شاب يتلعثم في الكلام، له لحيةُ عمرو دياب في “تملي معاك” ينْتعِلُ ربطةً أنيقةً من فيراديني لا تتناسب مع فانلة آياكس أمستردام التي يرتديها تحت دراعة من الجزيرة زرقاء معتمة.
قادني الشاب إلى امرأةٍ كاملةِ الغيابِ، في صوتها بحةُ نزلةِ بردٍ، وعلى يديها آثارُ حناءٍ لم تندرس بعد، ولها قامةُ وقوامُ مارلين مونرو بملحفة وخلخالٍ صينيٍّ أخرس، ونظارة شمسٍ سميكة تحت سقف ظليل؛أرشدتني ذاتُ الغيابِ إلى البيتِ الذي سأقيم فيه، ماطلتُ، ترددتُ، ثم أبديتُ بعض الغباء في معالجة الباب الذي لم ينفتح للوهلة الأولى، ولم أجد رغبة في إعادة المحاولة..
استأذنتُ في الانصراف رغم إصرار السيدة الوقور أن الباب ليس مغلقا أصلا، وأنه لا يحتاج غير إرادةٍ ودفعةِ منكب.الأربعون ليست شيئا سيئا ـ يا سادة يا كرام ـ ولكنني لم أكن بتلك العجلة عليها!ثم إن آخر يوم ثلاثينيٍّ لا ينبغي أن يمر عاديا… أي حماقة يا تُرى سأرتكبها لأودِّعَ هذا العقد المجنون؟!ربما أعود الليلة عند ما ينتصف الليل وتكتمل الحقيقة لأفتحَ البوابةَ والباب، وربما لا…هذا الطفلُ أصبحَ كهلاً… لطفك يا رب!