الوطن العملاق / شعر: فاضل أمين

ثلاثاء, 07/14/2020 - 22:24

 

31 ديسبمبر 1976

 

دع الدنيا تجدَّ لك الخضابا

وخل المجد يفترعُ القبابا

وجرد من إبائك في الأعالي

  • فأنت لها – الوشيحة والإهابا

وسلها عن أخي الجوزاء يوما

توطنها وهل شابت وشابا

ذكا القمر المنيرُ أما تراني

على الأغصانِ معسولا شرابا

ومنتجع العشير أعاد غضا

أنيسا بعد ما أمسى يبابا؟

وعن دمن الرباب وكنت جلدا

عهدتك تعشق القمم الصعابا

تعطبك اللحاظ وتتقيها

على رغم وحقَّ لها عتابا

وتخطب ودك البض العذارى

فيؤثر همك الخيل العرابا

تلقفك الدنا كلمات سرٍّ

مطلسةٍ فتقرؤها كتابا

كذلككل ذي نفس طكوحٍ

تجدُّ به فيخترق الشعابا

وحسبكَ من أخي شجنٍ وضيقٍ

تحمل عيشه حتى استطابا

عشقتك موطن الجدادِ إني

رأيت الكفر بغضك والعتابا

حملتك كالتميمة في فؤادي

وصنتك كالعقيدة أن تصابا

وعانقت اغترابك والليالي

عذاب واستقمت لها عذابا

أحوطك بالفخار إخال أني

أحوط الكونَ أمتلك السحابا

وفي الصحراء يغمرني اشتياقٌ

إليك فيحتوي السيفُ القرابا

وفوق رباك تعف لي السوافي

فاخشع فوقها ملكا أنابا

وكم عبثت على وتري إباء

سوانح ما عرفنَ بها ارتقابا

كسيرات الجفون محصنات

عواتك ما ترد لك الجوابا

وحبات الندى همسات حبي

تضمك ذقتها عسلا مهابا

منحتك بالسريرة صفو ودي

إذا الشاني الدعي له أرابا

سقيتك بالنمير دما وكثرٌ

هم الساقون بالرنق الصحابا

وما فضل المنادل في احتراق

ولكن أن تحكَّ وتستطابا

 

***

تعلم أيها الوطن المفدى

بأن النصر تأخذه غلابا

وأن العزة القعساء وقف

على الباني تعود أن يهابا

وبارك بالوفاء جهود شعب

دعوت إلى الكرامة فاستجابا

وقادة أمة منحوك عزما

وشدوا نحو غايتك الطلابا

فهم منعوا العقيدة أن تُصَلَّى

وعزوا بالأصالة أن تشابا

أقام على رباك الطهر حُقْبًا

يدنسها ويخترم القابا

وظلت مزقة الأوطان شلوا

غرابا فاسقا يدعو غرابا

وسيم الفاتحون الهون لما

اسيم النجم خذلانا ترابا

فشل الدين سلقا وانتهاكا

وغار الخير سلبا وانتهابا

وترت بهم يرون الموت شهدا

وطعم الذل زقوما وصابا

وكانوا الشعلة الحمراء فارت

وكنت الزند أوقدها الشهابا

وما الماء الزلال على صفاة

تقدس نبعه كرما وطابا

كمثل الثلج تغمره المجاري

تحلل في المطافح ثم ذابا

 

***

تقدم أيها الوطن المفدى

أعِدَّ الزحف رايتك العقابا

فرب مصعر وحليف شؤم

نهيت بها مسومة فتابا

وحامل سوءة وتراث حقد

قرعت شبابه فثنى وثابا

أتتك فلوله ترى ولما

يلمَّ شتاتها فخبا وخابا

ورامت – والزمان له صروفٌ –

كما رام العجوز – هوى – شبابا

يتاجر بالعروبة وهي عهد

ويعبث بالمصير ما أصابا

أخو كلب تقاصر عن مدانا

به الإقعا فحرشها كلابا

يفرق أمى عاشت جميعا

ويزرع في الصميم لها صبابا

ويزعم انه بالغي ناهٍ

أليس الغي أشنعها ارتكابا

أنفتح للبناء طريق حق

ويفتح للخراب عليه بابا

ويطمع بالنجاة وقد تردى

ومن رب العدالة أن يثابا

وعز الشعب شعبك إن يداجي

وجل الرب ربك أن يحابى.

 

***

تعلم أيها الوطن المفدى

بانك اليوم أشمخها هضابا

وعانقها إليك تزف عزما

أتتك اليوم تنتزعُ النقابا

مطيبة السوالف بنت خمس

وعشر تستمد بكَ اتهابا

بذكرى الحزب إنَّ الحزب داع

على التحرير أحرى أن يجابا

هو الحزب الذي نصر الثكالى

وداس الزلمَ واخترق الحجابا

هو الصرح المنيف بناه شعب

براه الخطب أقتابا صلابا

هو الجبار ملحمة وجيل

من الابطال يقتحم الصعابا

مجمِّعُ شعبنا نسبا وصيتا

كما فعل المجمع حينَ نابا

أجدَّ لأرضنا نسبا وصيتا

فجددنا لمنبعه انتسابا

وآب إلى الشباب يروم حصنا

منيعا والشباب إليه آبا

فرد إلى الشباب حصيف رأي

وأورق من نضارته الشبابا

هو الزحف المقدس إن تعامى

بصيرٌ بالخيانة أو تغابى

 

***

أجلْ وطن الإباء فإن فينا

حفائظ أن تسام الضيمَ تابى

فما لك إن عوتْ بالقاعِ طلسٌ؟

عرين الليث لا يسع الذئابا

وماذا يتبغي الطماح جهلا

يمزق أرضنا ظفرا ونابا

عزائم قد خبرن على عصورٍ

يد الطاغوتِ حكما وانتدابا

عزائم لا تلين لها قناةٌ

ولا تلقى من العنت اضطرابا

سل الطاغوت ههل ترك السبايا

وحررها امتثالا واجتنابا

"ولكن لا حياة لمن تنادي"

أترجو للرجيم غدا متابا؟!

إليك شكوت يا نسبا وإلا

من العرب الغطارفة الغيابا

ومنك شكاتنا يا مسخ سوءٍ

من الأوثانِ يتشح الضبابا

ويوما عشعشتْ فينا وباضتْ

وأفرخت الوقيعة والسبابا

خليط من رعاع الشر عاد

يزجِّى نحو غايته الركابا

كغربان النوى شؤما تداعتْ

مغسلة بلا وسلا ولابا

أظلتم بالعمائم جوف هام

وأخيلة مشوهة سرابا

كاشطانٍ تدان بكفِّ ربٍّ

يحركها مآبا أو ذهابا

وقالوا الضاد أفلسَ من زمان

كبرت مقالة وعظمت حابا

وفي الضاد الكريم نمت فروع

نواضر تستقي نهرا عذابا

وفي الضاد الكريم أجل فكر

تجذر في الوفا ونما وطابا

وفي الضاد المقدس كم تعالى

غبي عاش يلتحف الترابا

فيا وكن الإباء ةكم ترامى

فتردى والزمان فما أصابا

تسام فأنت من ورث المعالي

ونال الذروة الشما نصابا

حملت العلم في الظلمات نورا

وللطاغي صناديدا غضابا

وواصلت الحضارة في الأناسي

وكان الجهل أرهقهم حقابا

تسامى في الفضاء فأنت نجمٌ

كواكبه تمدّ لك الرحابا

وأنت اليوم أمنعُ من عقاب

وتحميها مهابتك العقابا

تساقي بالحياة بناة سلمٍ

وأعداء الحياةِ بك التبابا

وتفتك بالغزاة وتحتويهمْ

وتنشرهم فليقونَا لحسابا

إليك وفاؤنا وصلاة حبٍّ

من العماق صدقا واحتسابا

ويا حزب الشعوب إليك قمنا

وحطناك اصطفاء وانتخابا

لتفيدك النفوس فقد برئنا

من الأحزابِ بعدك والكتابا

فخذْ عهدَ الجهاد وناد شعبا

من الأقيال مرهوبا جنابا

أدر كأس المعارف والمعاني

سموم الصرف منها واللبابا

وساق الزاحفاتِ إلى المعالي

جموعا كي تهمش لك الرطابا

إذا الشعب استثار وقال قولا

رعاه الدهر وانتع الصوابا

وإن نهض الأبيُّ أقام عزا

مكان النجم والسيف الخطابا.

 

___

 

قصائد أخرى للشاعر:

 

 

عروة الصعاليك

رائية الشنفرى 

معلقة للوطن والثورة 

نشيد الأرض / شعر: فاضل أمين

القدس

قلت للشعب يا عظيم المعاني

الاعتقال

البيتُ عاد مُحمَّدا