أغسطس 1977
أضاربة عز أطنابها
وحاجبة عنك حجابها
وقارئة في سماع الزمان
صلاة البقاء وآدابها
وعائدة من ركاب العصو
رِ صمت القبور وأحبابها
وماذا الحضور وما شأنها
وهذا السفور وما عابها
وهذا الصليل صليل السيوف
يؤم الخيول وأعرابها
وزلزلت الأرض زلزالها
وأخرجت الرض أربابها
وفاتحة من كتاب المصير
تمجد في الدهر كتابها
وحرية من بنات القرا
ع يطرقُ شعبك أبوابها
وهذه السواعد مرفوعة
إلى المجدِ تحمل اصحابها
تشاجر مثل الرماح الطوال
وتزرع في الفكر أغرابها
وتلك النفوس التي تستفيض
مضاء فتعجز طلابها
كذلك كل ذوات الإبا
ء والرفض تصنع أنصابها
***
في هبة من رياح الجديد
تخاف العناكب اوصابها
ويا من جعلت المحال المحال
قشورا تفتق ألبابها
ويا من حملت نتاج القرون
عصيرا وألهمت أحزابها
ومن طحنت رؤوس الضلال
ودست سجاح وكذابها
ويا غبطة من صراع النقيض
أبى الدرب ترتد أعقابها
إليك استقام هوى أمة
تثار فتعلب غلابها
هي الترس حين احتدام الخطوب
فكن حيث كنت لما نابها
وكنت الشباب الشباب العظيم
وكنت الحياة وأعشابها
وكانت بلادك في العالمين
ضميرا فأحييت أسبابها
وكان التمزق إجهاضها
وجئت فقدرت إنجابها
وثرت بها صعدة في الرعيل
كما صدع الوحي أترابها
وأقحمتها معمعان النضال
فخضات أحرزت أصلابها
وألبستها من دروع الصمود
سوابغ تحفظ ألقابها
فجاءتك تسلم جش الصقور
وحزت السليب وأسلابها
وزلت حتى لمتشي النجوم
إليك فتركب أعتابها
وينعلك الفرقدين السهى
وتلبسك الشمس هدابها
وفتقت عن ثمرة في الكروم
قطافٍ ألم تك عنابها
وأنت الذي ينبت الخافقان
بعينيك عزما إذا رابها
تكالب من حولك الحادثات
دراكا فتطعن كلابها
وأعربتها حين لج النكير
وقد كره القوم إعرابها
ونفضت عنها رفات الظلام
وعن وجهها الحق ما شابها
وطهرتها من رغام الدخيل
كما طهر الله أثوابها
كهمك إذ يستجيش الدعيُّ
شباه وعقرب أنيابها
تكلل بالغار أحياءها
وتنشر بالسيف أحسابها.
***
ضرِبْ عـن الـذِّكْرِ صـفحًا عزَّ أم هـانا
واشمخْ فلـولاك هـذا الـدهـر مـا لانا
وانفثْ بآهـاتك الـحَرَّى لـتضرمَها
فـي ظلـمةِ الكـون أنـوارًا ونـيرانا
___
قصائد أخرى للشاعر: