أنا خِلاسيَّة، أيْ من أبناءِ عرقين مُختلفين،.. كثيرا ما يلمس هؤلاء قَسوة المسافة الفاصلة بين ثقافتين مُتنافرتين، يفصل بينهما جدار رمزي، فبِناء هويَّة متعدِّدة الأعراق ليس هيِّنًا.
استرعى هذا النص انتباهي منذ مدةٍ، واستحسنت صياغته وإيقاعاتِه الراقصةَ، وكنتُ أرى فيه تعدادا جميلا لأماكنَ ألِفَهَا الشاعرُ، وَشَكَّلَتْ جزءا من وجدانه الاجتماعيِّ، وتَمَثُّلِهِ الإبداعيِّ، فَخَلَّدَهَا بأسلوبٍ غنائيٍّ تقريريٍّ سلسٍ.
يظل الشعر تجاوزا واختراقا للمعهود على مستوى اللغة ، انتهاكا لنظمها الأسلوبية، وخروجا على مواضعاتها المألوفة والمتداولة، وسعيا جاد إلى إعادة ترتيبها من منظور الشاعر الذي يروم ترتيب الْمَاحَوْلِ؛ وهو ما حاول النقاد والبلاغيون تقعيده وأرادوا حصره، مع أن طاقات اللغة لا تحد، والمبدع الحق لا يرضى لنفسه الاتباع ولا الاحتذاء.