عندما نشرت أمس إهدائي لأطروحتي للدكتوراه، الذي استحضرت فيه روحي والدي الفقيدين الموجودين، تواردت علي أسئلة عن الكتاب وفكرته العامة، فاقتضى ذلك تعميم الإجابة.. بهذه النبذة الوجيزة عن حوالي 600صفحة:
إذا كان الشعر من بعض وجوهه هو محاولة رمزية لرأب صدوع العالم، أو تعويض باللغة عما خسرناه من فراديس الطفولة والحياة الهانئة والأماكن المفقودة، فإنه ليس من المستغرب أن يحتل الرثاء ذلك الموقع المتقدم بين ضروب القول الشعري وأغراضه، ليس في الإطار العربي وحده، بل في الإطار العالمي والإنساني بوجه عام.
يسّر الله تعالى كتابه للذكر، وأمر المؤمنين بتدبره والتعبد به آناء الليل وأطراف النهار.. لأنه الحبل الممدود بين السماء والأرض..
ولذلك كان لا غنى للمسلم عن "وِرده" أو "حزبه" من القرآن في اليوم والليلة؛ يحفظه ويراجعه ويتدبره.
عودةُ الفتى الظاهرة جمال ولد الحسن من تونس بشهادة التبريز في الآداب ــ وهو ما يزال في العشرينات من عمره ــ ليحظى بكرسي الدراسات الإنسانية الأول في بلادنا، مثَّلتْ يومها ذاك نقطةَ تحول بارزةً، ليس على مستوى الوعي الثقافي والأدبي وحسبُ؛ وإنما على مستويات أعمق من ذلك وأبعد أثرا، لعل من أهمها إعادةَ الثقة المهزوزة في "الأنا" الشنقيطية، بعدما أصابها من ال
علاقتنا بالحروف أعمق مما نتصور، لا سيما بالنسبة للشعراء والكتَّاب عموما، حيث يُنْظَرُ إليْها مُعادِلا مَوْضوعِيا للوُجود الحقيقي، فلا يبْدو الكوْنُ إلا سِفْرًا كبيرا؛ تقْرَأ حُروفَه بالبَصِيرةِ أكثر من البَصَرِ، ولا يرى الإنسانُ نفْسَه إلا سطْرا من سُطُور كتَّاب الوُجود المَنْظور، أكثر من الكتَّاب المَسْطور...