عودةُ الفتى الظاهرة جمال ولد الحسن من تونس بشهادة التبريز في الآداب ــ وهو ما يزال في العشرينات من عمره ــ ليحظى بكرسي الدراسات الإنسانية الأول في بلادنا، مثَّلتْ يومها ذاك نقطةَ تحول بارزةً، ليس على مستوى الوعي الثقافي والأدبي وحسبُ؛ وإنما على مستويات أعمق من ذلك وأبعد أثرا، لعل من أهمها إعادةَ الثقة المهزوزة في "الأنا" الشنقيطية، بعدما أصابها من ال
علاقتنا بالحروف أعمق مما نتصور، لا سيما بالنسبة للشعراء والكتَّاب عموما، حيث يُنْظَرُ إليْها مُعادِلا مَوْضوعِيا للوُجود الحقيقي، فلا يبْدو الكوْنُ إلا سِفْرًا كبيرا؛ تقْرَأ حُروفَه بالبَصِيرةِ أكثر من البَصَرِ، ولا يرى الإنسانُ نفْسَه إلا سطْرا من سُطُور كتَّاب الوُجود المَنْظور، أكثر من الكتَّاب المَسْطور...
بولاية تيرس زمور، وتحديدا بالموضع المسمى بولوتاد، وفي العام ألف وثمان مائة وستة وسبعين، ولد الأديب محمد الحسن (حسني الكبير) ولد سيدي عبد الله ولد محمد ولد شاش، ولم يكن بولوتاد موطنا لأسرة الرجل، وإنما هو الحل والترحال الذي كان يطبع حياة أولائك الأسلاف،
لوحة "صورة لامرأة" للرسام ديغا (يسار) غطت العمل الفني الآخر (يمين).
يقول صاحب مقاييس اللغة، ابن فارس: "الراء والدال والنون، هذا بابٌ متفاوتُ الكَلِم لا تكاد تلتقي منه كلمتانِ في قياسٍ واحد، فكتبناه على ما به، ولم نَعْرِضْ لاشتقاق أصلِه ولا قياسِه" ومن هذا التقديم سننطلق في بحثنا عن معنى الرمح الرُّديني،