لا تندب الماضي ولا الأطلالا
وارسم طريقك مشرقا يتلالا
ودع البكاء على الديار فكلما
بعد المطاف بها قربت وصالا
عجبا يجللها الزمان بوجهه
فظل من وجه الزمان قذالا
كالبوم ينعق في الظلام وقربه
يشدو الحمام فما يفيق خبالا
سيان في هدم التلاشي أن تُرى
ميتا بجسمك أو تموت خيالا
أكلما نزلت بخلق كبوة
سد القنوط وقرب الآجالا
ما مرة من ثمر الحياة عجالة
مما سيأتي أنهرا وظلالا
الغيث يقبل كل عام ضاحكا
ليعانق الأعذاق والأطفالا
ومزار الأرض الكريمة ثرة
تهب الحضارة والنهى والمالا
والراحلون العشاقون طليعة الد
نيا وأصدق من مشى أو قالا
لا تبتئس يا شعب معقل إنما
يرث الحياة بنو الحياة نضالا
أبناؤنا الجاثون حول معينها
ظهرا وتحت نخيلها آصالا
ليست الفقير وإن بدتْ بك حاجة
ما دمت تطلب للسماك منالا
بالعلم والإيمانِ يصبح ممكنا
ما كان أمسى مبتغاه محالا
***
هلا ذكرت وأنت أحسن ذاكر
أيام جربك الغزاة سبالا
أين المخاتير الذين تنكروا
للصادقين وصدقوا الدجالا
أين الدكاكين الفروع وصحبها
صوتا أبح وثعلبا محتالا
نهبوا البلاد لكي يظلوا فوقها
هاما فكانوا للنعالِ نعالا
واستمرأوا خبز الضعيف فكان في
أجوافهم نارا وكان وبالا
فإذا رأيتهم رأيت حياري
وإذا لقيتهم لقيت كسالا
والحرب تأكل كالجحيم خيامنا
لم تبق خادرة ولا رأبالا
أبناؤنا أيتامها ورجالها
صرعى بها الأمهات ثكالى
أعوام يوسف لا نبات ولا غما
م ولا ملاذ ولا ضياء ولا لا
كم من غبي كاذب فيما ادعى
للناس نصب حكمه تمثالا
مل الصبي يظل يركض راكبا
غصنا ويحسب نفسه خيالا
ومخاتل لبس المسوح وأينما
حالت به طرق المنافع حالا
جوعان يسأل عند كل ثنية
حتى لقد مل الدروب سؤالا
نازلته فتركت من أخباره
عبرا تردد في الورى أجيالا.
***
إني ذكرتك يا شفيق تجلة
لا طالبا رفدا ولا آجالا
لست الممجد في الرجال مقامهم
لكن أمجد في الرجال خصالا
والله لو وضعوا المجرة في يدي
ما كنت إلا العاشق المختالا
شأن المحبة لو دراه عاذل
ما كان لا ولا أطالَ مقالا
لكن رأيتكَ للمبادئ مخلصا
تبني السلام وتبعث الآمالا
***
قدست نهجك ان تكون نضالا
ورفعت مجدك للورى ميالا
يا مورد العربان من بعد الظما
ماء النمير وكان قبلك آلا
يدري العدو بأن أرضك صعبةٌ
تأبى الدخيل وترفض الإذلالا
يدري العدو ونحن أدرى أنه
كالذيب لا يعدو عليك نزالا
فيم النفار ونحن عرقٌ منهمُ
بدء وأكرم حاضرا ومآلا
ولنا المقام وطيبة ونزيلها
والراسيات الشامخات جبالا
أرض النبوة ارضنا والأنبيا
ء جدودنا أعظمْ بذاك كمالا
ودم الحضارة شبَّ في أعماقنا
حتى إذا بلغ المنارة سالا.
***
من يعرب العربي يعلم أنه
قدر الرسالة فليكف جدالا
إن العروبة يا لقيطُ منيعةٌ
فطل السماء أن استطعت مطالا.
___
قصائد أخرى للشاعر:
