1975
أذكريني توزعتني شجوني
ورميت الهوى بشتى الظنونِ
أذكري ذلك الفتى كان يوما
يطرق الحي بين حين وحين
أذكريني أيا حبيبة واها
لشقائي إن كنت لا تذكريني
يوم كنا والحب طفل شقيٌ
بدوي منمنم التكوين
ينشر الحب فوقنا من جناحــ
ــيهِ غماما كشعرك المجنونِ
يحتوينا اللقا فنلت بالعشــ
ــب ونحكي عن خاليات القرونِ
اذكري ذلك الفتى كان يوما
يطرق الحي بين حين وحين
أنا ذاك الذي تندر بالدهـــ
ــر وخال العصور رفة عيني
صلواتي فوق الندى تسكر الزهـــ
ــر وحرزي من ربة الياسمين
وسريري صاغت حشاياه أمي
من شذى الورد والسحاب الهتون
أنا ذاك الذي ترعرع وبدلـــ
ـــــت في الخلد ملاكا وخنتني في يميني
وفترملت بعد عز وبدلــ
ــت جحيما بالسلسبيل المعين
ورماني الإعصار خلف الأماني
مستهاض الجناح صفر اليدين
فالقوافي شراره من فؤادي
والليالي حفاوة في جبيني
لا تريني فقد حزمت متاعي
ثم ودعت فيك حد حنيني
لا تريني فلم أعد ملك عينيــ
ــك ولا أنت نور قلبي وعيني
قدر الحب أن يموت شهيدا
بين خفق الرؤى وقاع السجون
سفها نركب الشراع ونمضي
دون ختم على شراع السفين
عبث يا حبيبيتي ما فعلنا
من ترى يستشف علم اليقين؟!
هكذا والمساء يبكي حزينا
في خطانا ونحن همس الحزين
دثريني فقد سئمت حياتي
وهواني على الزمان المهين
لا تشكي بعدي فما أنا إلا
كلمات من الكتاب المبين
فارقبيني على الحقولِ وصلي
لوفائي وسددي بعض ديني
عندها يرقد الفتى ثمَّ يصحو
يطرق الحي بين حين وحين.
___
قصائد أخرى للشاعر: