أفيدوني يرحمكم الله!
عبارة طالما ترددت على مسامعي وأنا أتابع عبر الأثير الإذاعات والقنوات في برامجها الدينية، عندما يجلس الشيخ للرد على أسئلة الناس؛ وهم يستفتونه عن أمور دينهم ومعايشهم.
لن أقبل من صهري المستقبلي أن يسلمني ابنته أمام الملأ، إنه موقف محرج يجعلني أستهلك أطنانا من الابتسامات الخرقاء والفارغة من "التنسوي" وأضبط شفتي على وضعية أبلهٍْ.. بالإضافة إلى أن لدي كلمات أحب أن أهمس بها في أذنها وقت الزفة والزغاريد؛ والتقاء الأكف على نسمات الأفراح؛ وابتسامتُها تتسلل إلى قلبي من خلف ملحفتها السوداء!
لماذا تلبس السواد!
لم يعد هذا الفضاء الافتراضي غير حظيرة للحروب الثقافيّة ومعارك الهويات (ناهيك عن الصراع الأبدي بين عملاء الرّيْع). والفضاء الموريتاني هذه الأيام، مثله مثل كثيرٍ من الفضاءات العربيّة، يشهد حروباً ثقافيّة في مسألة اللغة والإلحاد والدِّين والعِلم وحقوق المرأة. وقد كان عنوان هذه الحروب الثقافيّة في مرحلة سابِقة الإسلامويين والحداثويين.
رغم مرضه وضعفه وبلوغه الثالثة والتسعين، إلا أن طلاب يحظيه ولد عبد الودود "اباه" لم يكونوا يتصورون غيابه، كانوا يعدونه من لِدات الدهر التي لا تغيب، ومن ثوابت الدنيا الخالدة كالملوين والفرقدين.