قد بدا لنا ـ في سابقٍ من إِلْمَاحاتنا ـ أن في أَمْرِنا من الاخْتِلالاتِ المُسْتفحِلِ أمْرُها، المُستَأْثِرة بشَتَّى مَناحِي حياتنا، والمُسْتحْكِمة في كُلِّ مَنَاشِطنا وفي مُخْتلِف فاعلياتنا، من أعراض الضعْف ونُذُر التحلُّل، ما يحمل على القطْع بأن هذا الأمْر إلى تهالُكٍ، في مُقوِّماته الأساسيَّة؛ ولَئِنْ كانت النظرة العجْلى، ممَّن لا يروق له مثْلُ هذا
الحياة والموت يقاسان بالمعنى، بالمنجز، أو بعدمهما، وليسا مجرد تواصل العملية البيولوجية، أو توقفها، وفي ضوء هذه الرؤية يمكن أن نكسر حدة مفارقة العنوان، فنفهم أن بعض الأحياء أموات، وبعض الأموات أحياء، حتى أن أحد الشعراء القدماء أعتبر الموت الحقيقي هو موت الأحياء، فقال:
ليس من مات فاستراح بميت * إنما الميت ميت الأحياء!